تقوم السلطات البريطانية بمساع منذ قرابة السنة لضمان تحقيق صفقة تزويد الجيش الوطني الشعبي بفرقاطات لتجهيز سلاح البحرية الجزائرية• ومن المرتقب أن يقوم وزير الدفاع البريطاني، جون هوتون، رفقة عدد من مرافقيه بزيارة جديدة للجزائر قريبا، في وقت أشارت فيه مصادر عليمة أن الطرف الجزائري يركز على ضمان عدد من الشروط، بينها التكوين والتأهيل وضمان نقل التكنولوجيا أيضا• وأفادت نفس المصادر أن الزيارة المرتقبة يمكن أن تكون خلال شهر جوان المقبل أو بداية جويلية على أقصى تقدير وأنه يرمي إلى تدعيم العلاقات الثنائية في المجال العسكري بين الجزائر ولندن• وقد ذهبت النشرية الفرنسية ''المغرب العربي السرية'' في آخر عدد لها في نفس اتجاه تأكيد زيارة سيقوم بها وزير الدفاع البريطاني إلى الجزائر قريبا دون تحديد تاريخ لها• وتتفاوض الجزائر في إطار عملية عصرنة وحدات الجيش الشعبي الجزائري وخاصة البحرية الجزائرية مع عدد من الدول؛ حيث تقترح فرنسا مثلا فرقاطات فرام، بينما تقترح ألمانيا سفنا بحرية من طراز ''ميكو''• أما البريطانيون فيقترحون فرقاطات محسنة من طراز 22 أو ,23 يتم تصنيعها على مستوى ورشات ''بي في تي'' Fleet Surface BVT• وتقدر الصفقة، التي تشمل أيضا قاعدة بحرية جاهزة وعتادا آخر، إلى جانب أربع فرقاطات حوالي 4 إلى 4,5 ملايير أورو• وتقوم الجزائر منذ فترة بتنويع مصادر تمويلها بالعتاد العسكري، مع فرض خيارات، منها نقل التكنولوجيا والتقنية والتكوين، خاصة وأنها أضحت تحتك مع أكبر الجيوش العسكرية في إطار الشراكة مع حلف ''الناتو''• وكانت الجزائر تتزود أساسا من روسيا فيما يخص قواتها البحرية، حيث استفادت من فرقاطات ''كوني ''2 التي تعد القوة الضاربة للقوات البحرية واستفادت مؤخرا من عمليات عصرنة وتحديث لفرقاطات، بينها ''مراد رايس'' و''رايس قورصو'' و''رايس كورفو''• وقد تمت الإشارة في السابق إلى إمكانية تجهيز وحدات البحرية الجزائرية بحوامات بريطانية من طراز ''سوبر لينكس أم كا ''300 إلى جانب حوامات ''ميرلان أي دابليو 101 التي يمتلكها الجيش الملكي البريطاني• وتقوم الجزائر أيضا بالتفاوض مع عدد من الدول الأوروبية في إطار التجهيز وتنويع مصادر التزود بالعتاد العسكري في اطار احترافية الجيش و لكن ايضا في إطار وعي الجزائر بضرورة عدم التزود من مصدر واحد ووحيد، حيث تبقى الجزائر تتزود بنسبة 90 بالمائة من روسيا في مجال العتاد العسكري لفائدة القوات الجوية والبرية والبحرية• وإلى جانب بريطانيا، تبدي فرنسا أيضا اهتماما كبيرا بتزويد القوات العسكرية الجزائرية بأسلحة سواء للقوات الجوية عبر طائرات الرافال من شركة ''داسو''، موازاة مع تزويد الشرطة والدرك بحوامات من طراز ''إيكوراي ''من أوروكوبتر• فيما استفادت الجزائر مؤخرا من عدد من طائرات دون طيار ''درون'' التي تستخدم أساسا في إطار المراقبة، لاسيما في مناطق الجنوب في إطار توثيق التعاون العسكري بين الجزائر والولايات المتحدة•