تم أمس بعد صلاة الجمعة إعادة دفن رفاة الأب الروحي للطريقة الرحمانية الشيخ الحداد بجانب أبنائه الشيخ عزيز والشيخ محند في جنازة وصفت بالتاريخية بمسقط رأسه بالصدوق أوفلا في بجاية، وقد حضر مراسيم إعادة الدفن آلاف المواطنين وشخصيات وطنية ودينية قادمين من مختلف ولايات الوطن على غرار قسنطينة، حيث تم نقل عظام الشيح الحداد إلى قبة الرحمان• وأشار الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين السعيد اعبادو في كلمته إلى أنه يوم كريم مشهود بهذه المنطقة المجاهدة، التي شهدت استرجاع رفاة أبنائها البارين بعدما استضافت جثمانهم قسنطينة لفترة تزيد عن قرن ونصف قرن، معتبرا هذا اليوم جسرا للتواصل الأبدي بين جيل الأمس واليوم• وحضر بهذه المناسبة عدد من الشخصيات ومواطنين من وهران وتيزي وزو، وكذا عدد من الممثلين للطرق الرحمانية والتيجانية والزوايا، مع حضور والي بجاية مرفوقا بوالي ولاية برج بوعريريج، والشيخ بوعمران والمدير العام للأرشيف الوطني، ومجاهدين من الولاية الثالثة والحماية المدنية التي تكفلت بنقل رفاة الشيخ الحداد الذي أعيد دفن رفاته على أنغام النشيد الوطني• وبالمناسبة تمت قراءة رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي اعتبر هذا اليوم يوما عظيما، حيث أشاد بأعمال رواد الحركة التحريرية ومناقب الشيخ الحداد• ويذكر أن الاسم الحقيقي للشيخ الحداد هو محمد امزيان بن علي الحداد، انتقلت أسرته من بني منصور باتجاه ايغيل ايمولا المحاذية لواد الصومام، ليستقر في الصدوق اوفلا ببجاية، كان جده يمتهن الحدادة لذا أطلق على العائلة اسم الحداد، انتقل إلى زاوية أعراب بجبال جرجرة أين قضى وقتا طويلا، حيث أضاف إلى معارفه العلمية علوما إسلامية أخرى، ليعود بعد سنوات إلى تسيير زاوية أبيه، كما ساهم في دعم مقاومة الشيخ المقراني، ما اكسبها تأييدا شعبيا كبيرا إلى غاية وفاته سنة1873م•