وحسب ذات المصدر فإن نفس المجموعة تخصصت في اغتيال رجال الدين، شأنها شأن تنظيم ''الفيدا'' الذي تخصص في اغتيال المثقفين من الإعلاميين والسياسيين• وأكد ذات المسؤول أن اعترافات بعض الموقوفين أثناء عمليات الاستنطاق كشفت أن المجموعة الإرهابية التي نفّذت المجزرة ضد الرهبان الفرنسيين، هي نفسها التي قامت في السابق باختطاف وإعدام الداعية المحسوب على حركة ''حمس'' الشيخ بوسليماني بسبب رفضه الإفتاء بشرعية الجهاد لتنظيم ''الجيا''• وكانت ''الفجر'' في أعداد سابقة تطرقت إلى عملية تيبحيرين من خلال شهادة أحد أهم مؤسسي الجماعة الإسلامية المسلحة في شريط مسجّل تملكه ''الفجر''، والذي سرد حيثيات المجزرة في المدية، أين قامت الجماعة باختطاف عدد من الأجانب الفرنسيين، وهي العملية التي أقامت عليها فرنسا الدنيا ولم تقعدها، حيث قام جمال زيتوني قبل ذلك بإرسال شخص يدعى ''عبد الله'' إلى السفارة الفرنسية بحيدرة في العاصمة من أجل التفاوض، وهو الأمر الذي تم بالفعل، وقدّمت ''الجيا'' من خلاله شروطها لإطلاق المختطفين بعد مهلة محددة، هذه المدة لم تحترمها فرنسا فأمر زيتوني بإعدام الرهبان الفرنسيين• وأضاف مصدرنا أن كتيبة ''الحاشية الخضراء'' تلقت أوامرها من أميرها جمال زيتوني تزامنا مع إعلان الجماعة الإسلامية المسلحة فشل المفاوضات مع فرنسا الساعية لمقايضة مساجين الجماعة في فرنسا مقابل عدم المساس بالمصالح الفرنسية بالجزائر، لكن الشروط التعجيزية التي فرضتها الجماعة، إضافة إلى طلب إطلاق سراح المساجين، والمتمثلة كذلك في اعتراف فرنسا بالجماعة الإسلامية المسلحة ك''حركة مقاومة مسلحة''، حال دون نجاح المفاوضات، بعد طلب فرنسا عن طريق مبعوث ''الجيا'' إرجاء هذا الأمر إلى حين تأكدها من قوة التنظيم، ومدى قدرته على الإطاحة بالنظام• وفي سياق آخر علمت ''الفجر'' من مصادر أمنية موثوقة أن عددا كبيرا من إطارات مكافحة الإرهاب في مختلف الأسلاك الأمنية وكذا من تائبي تنظيم ''الجيا'' هم على استعداد للإدلاء بشهاداتهم الحية عن عملية تيبحيرين، وتقديم تفاصيل كيف تمت وأسماء منفذيها• كما تجدر الإشارة إلى أن مذكّرات مصدرنا الضابط السامي المتخصص في مكافحة الإرهاب ستصدر قريبا، وستتضمن في أحد فصولها تفاصيل وشهادات موثقة عن مجزرة تيبحيرين، إضافة إلى العديد من المجازر الأخرى التي شهدتها الجزائر أثناء العشرية السوداء•