عشيّة اختتام فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، أول أمس، تحرّكت بعض الأصوات الحزبية والبرلمانية، في مساءلات واحتجاجات شفهيّة وكتابية، لوزيرة الثقافة خليدة تومي، تطالبها بكشف أسباب ما وصفوه ب''التبذير غير المبرر لأموال الشعب''• رفع عدد من البرلمانيين عريضة لوزيرة الثقافة، تطالبها بتفسيرات مقنعة حول جدوى الأموال التي صرفتها الوزارة على المهرجان والتي تجاوزت 800 مليار، فيما أشارت مصادر أخرى إلى وصول الميزانية لسقف 1200 مليار سنتيم• وفي الوقت ذاته ثمنت جهات أخرى المهرجان ووصفته بالمكسب الحضاري والسياحي للجزائر• وقد رفعت كتلة حركة ''النهضة'' البرلمانية سؤالا كتابيا إلى وزيرة الثقافة، متسائلة فيه عن ''جدوى ضخّ أموال طائلة في مهرجانات تسيء للجزائريين''، وتستفسر عن انعدام لجنة تقييم العروض المشاركة، والمعايير التي تمت لاختيار مثل هذه العروض، مضيفة في بيانها الصادر أول أمس، بتوقيع عضو لجنة الشؤون الخارجية، النائب علي حفظ الله: ''متى تلتفت الوزارة إلى تنفيذ برامج ثقافية تعبر عن روح وثقافة وأصالة هذا الشعب، وتبتعد عن المهازل التي تخدش الحياء والآداب العامة''• ''النهضة'' تأسفت على انحصار الثقافة في الجزائر في مهرجانات وصفتها بالتي لا تسمن ولا تغني من جوع، وغير المعبرة عن طموحات الشعب الجزائري في ثقافته الأصلية'' مذكرة بما صرفته الدولة في السنوات الأخيرة من مال عام على تظاهرات مماثلة، لا تمسّ متطلّبات سواد الشعب''• من جهتها حركة حماس، وعلى لسان المكلف بالإعلام محمد جمعة، تأسفت عن ما أسمته بإهدار أموال الجزائر في تظاهرة غلب عليها الطابع الفلكلوري السطحي، على حساب الثقافة الجادة التي تحتاجها الأمة، وتساءل جمعة في حديثه ل''الفجر''عن نجاعة هذا المهرجان ومصير الأموال الضخمة التي صرفت من أجله، ويضيف جمعة أن مثل هذه التظاهرات لم تركز على الجوانب المهمة كالنشر والكتاب، غير أن هذا لم يمنع حسبه من وجود نقاط إيجابية في المهرجان• أما الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون فلم توافق زملاءها في قبة البرلمان، الرأي؛ بل انتقدت وبشدة منتقدي المهرجان، واعتبرته دليلا على تخلص الجزائر من المرحلة الصعبة التي تخبّط فيه الجزائريون في السنوات الأخيرة وانفراجا للوضع الأمني، متسائلة ''كيف يثير البعض قضية تبديد 800 مليار دينار جزائري كمصاريف للمهرجان''، فكل من يقول ذلك - حسب حنون- هو ''ظلامي ولا يحسن التقدير''•