تنظر محكمة الجنايات بمجلس قضاء بجاية خلال دورتها القادمة المقررة أكتوبر القادم، في أثقل ملف والمتعلق بقضية الإرهابي ''م • محمد''، المكنى ب''أبي الأكوع''، من مواليد سنة 1977 بمفتاح بولاية البليدة، ورفيقه في الجبل ''ق• الصادق''، المكنى ب''أبي إسحاق''، من مواليد سنة 1979 بدلس بولاية بومرداس، والمقيم بحوش محمود سيدي داود ببغلية بذات الولاية، لارتكابهما بين سنتي 2004 و2008 جناية الانتماء وتسيير جماعة إرهابية مسلحة، القتل والتخريب، حيازة مواد متفجرة وأسلحة وذخيرة• كانت نفس القضية قد برمجت للنظر فيها شهر ماي الماضي أمام محكمة الجنايات وتم تأجيلها بطلب من الدفاع لذي طلب استدعاء الشهود الذين استفادوا من إجراءات قانون المصالحة الوطنية• وقال الأستاذ مقدم لطفي دفاع المتهم ''أبو الأكوع'' إن موكله قد ترشح لامتحان شهادة البكالوريا شعبة الآداب وتمكن من الحصول عليها بتقدير مقبول• وبحسب معلومات استقتها ''الفجر''، فإن المتهمين قد تم توقيفهما من طرف عناصر الأمن العسكري للناحية العسكرية الخامسة بمدينة سيدي عيش، وضبطت لدى المتهم الرئيسي مسدسا آليا و12 طلقة حية وقنبلة دفاعية ''أف 1''، أما المتهم الثاني ''ق• الصادق'' فضبط بحوزته مسدس من نوع مالوان عيار 9 ملم، و31 طلقة حية من نفس العيار، وقنبلة دفاعية ''أف 1''. وامتد نشاط الإرهابيين إلى العديد من الولايات، حيث تمكنا من الاستيلاء على 16 سيارة رباعية الدفع تابعة لشركة سوناطراك، تنقلوا بها إلى جمهورية مالي، حيث مكثت الجماعة الإرهابية بمنطقة شوارط قرابة الثلاثة أشهر، حيث تزودت بترسانة من الأسلحة الحربية، قبل أن تتنقل إلى النيجر للبحث عن الأسلحة وأجهزة الاتصالات• وفي الجزائر تورطت جماعة ''أبي الأكوع'' في العديد من العمليات الإرهابية في البويرة وتيزي وزو وسطيف، وقتلت العديد من أفراد الجيش، منهم 35 عسكريا بولاية تبسة، و12 آخرون بمدينة سورالغزلان بولاية البويرة، ومن أهم العمليات التي اهتزت لها الجزائر الكمين الذي أقامته نفس الجماعة بمنطقة أم علي على الحدود مع تونس، إذ اغتالت 3 أشخاص واختطفت آخرين، أحدهما عضو بالبرلمان والآخر تاجر ثم أطلقت سراحهما مقابل فدية• ومن خلال ما جاء في قرار الإحالة فإن المتهم قد اعترف بأنه كان إرهابيا مبحوثا عنه من طرف مصالح الأمن، وكشف خلال مراحل التحقيق أنه التحق بصفوف الجماعات الإرهابية سنة 1995، إذ بعد توقفه عن الدراسة سنة 1994، اتصل به عمه عمر الذي كان ينشط ضمن الجماعات الإرهابية بمنطقة البليدة، وألح عليه بالانضمام إلى جماعات الموت كعنصر دعم ورصد لتحركات المصالح الأمنية، إلا أن هذا الأخير قد تم القضاء عليه في نفس السنة من طرف قوات الأمن، وخوفا من أن ينكشف أمره اختفى لمدة تفوق الخمسة أشهر، كان يتنقل خلالها ما بين وهران والجلفة، قبل أن يعود إلى البليدة، وقام مرة أخرى بالاتصال بالجماعات الإرهابية بوساطة الإرهابي المدعو ''حذيفة'' واسمه الحقيقي ''ع • بوعلام''، الذي مكنه من الالتحاق بالجماعة الإرهابية بجبل مزين ببلدية الأربعاء، حيث تلقى تمارين تدريبية حول استعمال السلاح، وهناك انشقت الجماعة إلى فصيلين، وتم خلالها تصفية الأمير زيتوني محمد من قبل جماعة أخرى كانت تحت إمرة عنتر زوابري الذي عين فيما بعد أميرا وطنيا، وتم إطلاق تسمية الجماعة السلفية للدعوة والقتال• وخلال شهر أكتوبر انتقل رفقة الأمير عبد الرزاق البارا ومساعده أبو بلال المقضي عليه سنة 1999، ومصطفى الدركي الذي تم القضاء عليه كذلك، ولقمان الذي لقي حتفه بأدغال ولاية تيزي وزو، إلى منطقة باتنة لحضور مؤتمر الوحدة، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى المنطقة التي كانت مطوّقة من طرف الجيش الوطني الشعبي، وقرر البارا حينها، كما جاء على لسان المتهم التوجه إلى سطيف ثم جيجل• وفي سنة 1999 حول إلى سرية المهاجرين المتمركزة ببلدية سور الغزلان بولاية البويرة، تحت إمرة الإرهابي بواكرية عيسى، التي اشتركت مع جماعة البارا في نصب كمين لقوات الجيش بنفس المنطقة، وتم فيه اغتيال 17 عسكريا والاستيلاء على أسلحتهم، وفي نفس السنة تنقل رفقة جماعته إلى باتنة وحضر جانبا من أشغال مؤتمر الوحدة الثاني، وتم تعيين الإرهابي ''أبو مصعب عبد المجيد أميرا للجماعة السلفية للدعوة والقتال، فيما أسندت للبارا إمارة المنطقة الخامسة، ليتم بعدها بحوالي 4 أشهر القضاء على الأمير أبو مصعب، ليستخلفه في نفس المهام حسان حطاب، الذي تنقل معه ومعهما 13 إرهابيا آخرين إلى منطقة جرجرة، وكان ساعتها يعاني من آلام حادة منعته من المشاركة في أي عمل إرهابي لمدة 10 أشهر كاملة، كما جاء في معرض تصريحاته• وفي سنة 2001 تنقل من جرجرة رفقة 17 إرهابيا تحت إمرة البارا إلى ولاية تبسة، ليستقر بها قرابة العام قبل أن يقرر البارا التنقل إلى دولة المالي رفقة حوالي 40 مسلحا، إذ تنقلوا من الوادي إلى حاسي مسعود، حيث استولوا على 16 سيارة رباعية الدفع كما أشرنا إليه•