يعيش الجزائريون هذه الأيام نشاطا غير معهود وهم على أهبة استقبال شهر رمضان المعظم، حيث ازداد انشغالهم بالتحضيرات التي تسبق مثل هذه المناسبات، وهذه الأخيرة تعتبر أكثر من ضرورية في تزيين مائدة رمضان• الا أن الواقع الجزائري أحيانا يفرض نفسه على غالبية العائلات المتوسطة الدخل التي اصطدمت بارتفاع الأسعار لمعظم المواد المختلفة، والتي غالبا ما تنغص الفرحة على المواطن البسيط• ولتزامن حلول هذا الشهر مع الدخول المدرسي وبغض النظر عن مناسبة عيد الفطر، فقد كان إقبال المواطنين على المحلات والأسواق محتشما نظرا لظروف الزبون الذي فضل تركيز اهتمامه على مناسبة واحدة• غيرت التحضيرات الجارية لهذه المناسبة ديكور العاصمة، فقد عمت هذه الأخيرة بالأسواق وأصبحت الأرصفة ملاذا لمحدودي الدخل، ومع ارتفاع الأسعار شهدت الأسواق الموازية هي الأخرى انتشارا واسعا• غلاء المعروضات في المحلات دفع الكثير من البطالين إلى إنشاء هذه الأسواق عبر نقاط مختلفة من الوطن، ورغم مطاردة رجال الشرطة لهم إلا أنهم يعودون لعرض سلعهم التي تعرف اقبالا كبيرا في المناسبات• ولدى تجولنا في كل من سوق الأبيار وساحة الشهداء، وجدنا التفاف العديد من المواطنين على السلع المطروحة والتي بدورها أدت إلى غلق الأرصفة وتشكيل اكتظاظ في حركة المرور• ويقصد المواطنون هذه الأسواق لأنها تعرض منتوجاتها بأسعار زهيدة ترضي جيب الزبون البسيط، فبإمكانه شراء كل ما يحتاجه من مستلزمات بنصف السعر المعروض في المحلات حسب قول السيد ناصر الذي التقينا به رفقة عائلته في السوق• وبين كل هذا تبقى فرحة حلول شهر رمضان الكريم ومن بعده العيد أهم ما يميز الجزائر العاصمة هذه الأيام، فرغم النقائص التي تواجه بعض العائلات غير أنها أبت إلا أن تزرع الابتسامة في وجوه أطفلها على حساب عدة تنازلات•