تغص كل الأسواق منذ الأيام الأولى للشهر الكريم بمختلف أنواع الخضر والفواكه والمشروبات وحتى الحلويات التي تعرف إقبالا واسعا رغم غلائها• ورغم أن لا أحد ينكر أن الغلاء المهول في هذه المواد، خصوصا اللحوم الحمراء والبيضاء، التي شهدت أسعارها نقلة خرافية أياما قبل حلول رمضان، الأمر الذي كان من المفترض أن يدفع الأسرة الجزائرية إلى إعادة التفكير في الشراء، إلا أن ما يحدث أنّك تصادف طوابير من المشترين الذي تجاهلوا الأرقام المرعبة لكل المواد واتخذوا قرار شراء ولو القليل منها للاحتفاظ بنكهة رمضان والإبقاء على اعتبار المائدة• فعلى الرغم من أن الأسرة الجزائرية لم تستفق بعد من المصاريف الكثيرة التي تميز موسم الأفراح والاصطياف، حتى وجدت نفسها تستقبل، على غير العادة، مع آخر أيام الصيف شهر رمضان ومن بعده مباشرة الدخول المدرسي• وكما هو متعارف عليه فإن كل منهما يحتاج إلى ميزانية خاصة لا يتحملها في الظروف العادية إلا القليل، لذا فقد لجأت بعض العائلات إلى الموازنة في مصاريفها لتحقيق المعادلة الصعبة أو اللجوء إلى مدخرات السنين، فيما لجأت عائلات أخرى إلى الاقتراض من جهات مختلفة على أمل أن تتحقق وعود الدولة في خفض الأسعار وتحقيق المقاربة بين المناسبات الكثيرة والميزانية التي تبقى دائما أقل من كافية• تقول السيدة فاطمة إنه رغم الارتفاع الخيالي للأسعار إلا أن الأسرة الجزائرية لا يمكنها تجاهل حلول شهر رمضان بالذات، والتعامل معه كسائر الأيام حتى وإن كلف الأمر سحب كل مدخرات الزمن إن وجدت• وهو نفس الحال بالنسبة إليها حيث قالت إنها وزوجها اضطرا إلى الإفراج عن مدخراتهم المالية لاقتناء ما يلزم لتزيين مائدة شهر رمضان لتظهر بحلة جديدة، وهو ما يتطلب ميزانية مضاعفة في ظل محدودية الراتب الشهري• وأضافت أن هذه الخطوة كان لابد منها، خاصة أن الدخول المدرسي على الأبواب• أما السيدة (م) فتقول إن موسم الاصطياف استنفذ كل ما في الجيب وهو ما دفع زوجها إلى التفكير في الاقتراض، حيث قالت إن هذه السنة تعتبر استثنائية لأغلب الجزائريين الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على التحضير لكل هذه المناسبات ولو بالقليل، مضيفة أن العائلة الجزائرية لا يمكنها تفويت رمضان دون التحضير لها، ولو اضطرت إلى صرف آخر سنتيم، فيما أكد مواطن آخر أنه لجأ إلى شراء ما يلزمه من مناطق خارج العاصمة تعرف أسعارها أقل انخفاضا خاصة بالنسبة للحوم والخضر•