''لا تفرحك الطاعة، لأنها برزت منك، وأفرح بها، لأنها برزت من الله إليك '' لا يكن فرحك بالطاعة من حيث صدورها عنك، باختيارك وحولك وقوتك، فهذا هو الفرح المذموم المنهي عنه•• وإنما ليكن فرحك بالطاعة من حيث تفضل الله بها عليك ، فهي نعمة منه إليك، وفضل من الله عليك، وهذا هو الفرح المحمود المطلوب من العبد، وهو المقتضى شكر النعمة لقوله تعالى: ''لئن شكرتم لأزيدنكم''• فإن ظهرت منك طاعة، فلا تفرح بها حيث إنها برزت منك فتكون مشركاً بربك، فان الله غنى عنك وعن طاعتك • قال تعالى : ''ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغنى عن العالمين''•• وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: (يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وأنسكم وجنكم ، كانوا على أتقى قلب رجل واحد، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً)•