دعا أول أمس رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، المجموعة الدولية إلى مشاركة قوية في عملية مكافحة المتاجرة بالأسلحة ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية، التي تعتبر من العناصر الأساسية التي تؤجج النزاعات والصراعات في العالم والقارة الإفريقية بشكل خاص، التي تقف عائقا كبيرا أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول الإفريقية• وعبر رئيس الجمهورية، في كلمة ألقاها أمام المدعوين لقمة الاتحاد الإفريقي واحتفالات ذكرى تسلم العقيد القذافي للحكم في ليبيا، عن انشغال الجزائر الكبير لاستمرار العديد من النزاعات في إفريقيا رغم التقدم المحقق في معالجة بعض الصراعات، مذكرا بما يحدث في دارفور والصومال والبحيرات الكبرى، التي تحتاج إلى المزيد من العناية واليقظة وكذا الالتزام، خاصة مع المساهمة الملحوظة والدور الكبير في إشاعة الاستقرار والسلم رغم قلة الإمكانيات والوسائل في الكثير من الأحيان، ما يشكل تحديا آخر يبرهن حرص إفريقيا على زرع الأمن والسلم الدائمين• ودعا الرئيس في السياق ذاته المجموعة الدولية إلى مزيد من المساعدة التي تبقى ضعيفة مقارنة بخطورة الأوضاع التي تعرفها بعض النزاعات والتهديدات، وإلى مشاركة فعالة في محاربة المتاجرة بالأسلحة والإرهاب اللذين يغذيان النزاعات ويزعزعان الاستقرار في إفريقيا• كما حذر بوتفليقة من استمرار دفع الفدية للخاطفين والإرهابيين لإخلاء سبيل الرعايا والمختطفين، باعتبارها تعقد من عملية مكافحة ظاهرة الإرهاب وتغذي الظروف المسببة للاأمن، وذلك استمرارا لما جاءت به قمة سرت الأخيرة الداعية إلى ضرورة تجريم دفع الفدية، وقال ''إنه يتعين لزاما على المجموعة الدولية برمتها أن تتجند بشكل ملموس لتحقيق هذا الهدف والوصول إلى تجفيف منابع التمويل''• وعرض الرئيس على رؤساء الدول والحكومات المشاركة في قمة الاتحاد الإفريقي وجهة نظر الجزائر والحلول التي تراها مناسبة للخروج من الصراعات والنزاعات، من خلال اعتماد مقاربة شاملة تمزج بين معالجة أسباب النزاعات والتوترات في إفريقيا ومكافحة الإرهاب وتفعيل أدوات مواجهة حالات الحرب وتعزيز آلية الإنذار السريع التابعة للاتحاد الإفريقي الذي يتابع عملية السلام بالدعم والتعزيز حالما يدخل النزاع مرحلة التسوية، وذلك بمشاركة المجموعة الدولية ومنظمة الأممالمتحدة والعمل على تدعيم تمويل عمليات حفظ السلام في إفريقيا•