يلتحق غدا الأحد أزيد من 320 ألف معلم وأستاذ بمناصب عملهم عبر كافة المؤسسات التربوية، في الوقت الذي توقعت فيه نقابات القطاع أن السنة الدراسية 2009/2010 ستسجل نقصا فادحا في عدد المؤطرين في ولايات كثيرة، على غرار الجنوب، والتي تستمر حتى إلى شهر جانفي جراء غياب ملامح مسابقات التوظيف والتماطل في توزيع 4200 سكن، خاصة التي خصصت لملء العجز في أساتذة الفرنسية والرياضيات والفلسفة بالجنوب· غنية توات وتخوف رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، صادق دزيري، في تصريح ل ''الفجر''، من تسجيل نقص في هيئات التدريس في جميع مراحل التعليم، كون وزارة التربية الوطنية لم تجر مسابقات التوظيف قبل الدخول المدرسي، ما يعني أن هناك تلاميذ لبعض المدارس في مختلف ولايات الوطن لن يلتحقوا بالدراسة إلى غاية ظهور نتائج المسابقات· يحدث هذا التأخر، حسب المتحدث، رغم تجربة السنة الماضية، حيث جرت المسابقات قبل الدخول المدرسي، وخرجت النتائج قبل التحاق التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، قائلا ''ولا ندري لماذا لم تحذ الوزارة نهج السنة الماضية في المسابقات؟'' ويبقى أن العجز سيكون كبيرا في ولايات الجنوب، خاصة في اللغة الفرنسية والرياضيات والفلسفة، وفي ظل عدم توزيع السكنات المخصصة لولايات الجنوب (4200 سكن) لتحفيز الراغبين للعمل بالجنوب· وحمل زيري المسؤولية لمديرية الوظيف العمومي، التي لم تستعجل لمنح تراخيص لمدراء التربية لضمان دخول مدرسي ناجح· وتوقع الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أن يتم اللجوء إلى استدعاء وبشكل هائل للمستخلفين لتغطية العجز، معبرا عن رفضه لذلك، شأنه شأن لجوء وزارة التربية إلى استدعاء المتقاعدين، حسبما نقلته مصادر مطلعة، مؤكدا على ضرورة منح الفرصة لخريجي الجامعات وفتح مناصب مالية دائمة للأساتذة المتعاقدين· وتفتقر مادة الفرنسية وحدها، عبر مختلف مؤسسات الوطن، إلى حوالي 1000 أستاذ، على حد قول مزيان مريان، رئيس نقابة ''السنابيست''، جراء غياب دراسات ميدانية مسبقة حول المدرسة ومتطلباتها في ظل تنامي عدد المتمدرسين سنويا· فيما تخوف الناطق الرسمي لنقابة ''ساتاف'' محمد سالم صدالي، من تنامي ظاهرة التعاقد في قطاع التربية الوطنية، على حساب المناصب الدائمة، وما ينجر عنه من عوائق وسلبيات على نوعية الأداء التربوي· وندد المتحدث بتأخر الوصاية في تجديد عقود أزيد من 25 ألف أستاذ متعاقد، بهدف ربح الأموال، دون مراعاة مصلحة التلاميذ· وزير التربية يلتقي غدا بالمديرين الولائيين من جهة أخرى، ينتظر أن يباشر حوالي 320 ألف أستاذ من مجمل 600 ألف موظف في قطاع التربية الوطنية، منهم 63 ألف أستاذ في الثانوي، حسب نوار العربي، المنسق الوطني لنقابة الكناباست، في تلقي تكوين خاص حول البرامج التربوية التي تم تعديلها وتخفيفها، إضافة إلى تلقي شرح وتكوين حول التنظيم، فيما يخصص ذات اليوم لمناقشة وزير التربية رفقة مديري التربية لولايات الوطن التوقيت الجديد الذي سيعتمد بداية الدخول المدرسي المقبل الذي سيصادف 13 من الشهر الجاري·