دخل معتقلان جزائريان بسجن تولال بمدينة مكناس، وسط المغرب، في إضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة منذ يوم الأربعاء احتجاجا على سوء معاملتهما، وما يتعرض له زميل ثالث لهما من تعذيب يومي داخل زنزانته الانفرادية· وأوضح موقع ''الجزيرة·نت'' أمس أن الأمر يتعلق بكل من محمد بورويس وخالد العيداوي والشجعي الواسيني، الذين ينتمون إلى ''الفيس'' المحل، وقد وضعوا رهن الاعتقال بالمغرب بعد محاكمتهم سنة 1995 على إثر دخولهم المغرب وطلبهم اللجوء السياسي، وقضت المحكمة بسجنهم ضمن مجموعة من عشرة أفراد لمدة 14 عاما بتهمة تهريب السلاح والاختلاس، وأفرج عن سبعة منهم بعفو ملكي، في حين استثني الثلاثة· وذكر أن اثنين من المعتقلين متزوجان ولأحدهما 10 أبناء، في حين أن الثالث غير متزوج وسبق له أن خطب فتاة مغربية لكن سلطات السجن رفضت طلب زواجه· ونقل المصدر عن الحقوقي، عبد الإله المنصوري، الذي يعمل في جمعيات مغربية وعربية، أن ما يواجهه السجناء الإسلاميون يأتي بسبب مطالبتهم بالتحقيق في التجاوزات التي يشهدها السجن، وأن المعتقلين الثلاثة يتهمون مدير سجن تولال بسوء معاملتهم ومحاولة ابتزازهم وخرق القوانين، مشيرا إلى أن المنظمات الحقوقية المغربية والعربية والدولية كانت قد أدانت محاكمات الجزائريين واعتبرتها محاكمات صورية وسياسية، وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين، وأن المعتقلين أودعوا السجن المركزي بالقنيطرة في أول الأمر، ثم حملوا إلى سجون بمدن مغربية أخرى تأديبا لهم على احتجاجاتهم ولجوئهم إلى المنظمات الحقوقية· وفي تقريره السنوي طالب منتدى الكرامة لحقوق الإنسان بإنهاء معاناة المعتقلين الجزائريين بالسجون المغربية، مضيفا أنه كان بإمكان المغرب الإفراج عنهم منذ سنوات بسبب الطابع السياسي لوضعهم، وأضاف ذات المصدر أن المعتقلين الجزائريين سبق لهم وأن ناشدوا سفير الجزائر في الرباط زيارتهم للاطلاع على أحوالهم، معبرين في رسالة منشورة عن انحيازهم للخيار السياسي الذي أطلقه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لكن رسالتهم لم تجد استجابة إلى حد الآن·