هذه العائلات الباحثة عن سد الرمق أضحت تتعقب قطع السكة الحديدية القديمة وصفائح الزنك وخردوات السيارات وحتى الورشات المفتوحة على إنجاز السكنات، ما جعل كل هذه الفضاءات تتحوّل إلى مرتع خصب لحاملي الشهادات الجامعية في أغلب الاختصاصات خاصة في الطب والهندسة المعمارية· وحسب بعض البطالين منهم، فإن تجارة الخردوات من شأنها تحسين مستواهم المعيشي وإعالة عائلاتهم· وعن مكان تجميع هذه الخردوات يقول بعض البطالين بالرحبة القديمة المحاذية لمحطة سويداني بوجمعة والتي لا تبعد كثيرا عن سوق الحطاب حيث يكدّس الحديد ومشتقاته بهذه المنطقة التي يسيرها أحد كبار المتعاملين الاقتصاديين بعنابة، وأمام اتساع هذه الظاهرة برزت للعيان مجموعة من الوسطاء وأرباب العمل تشجع فئة من الناس خاصة المتخرجين من الجامعة على جمع هذه المادة عبر نقاط معينة مقابل مبالغ زهيدة يقبل بها الشباب البطال والعاطل عن العمل· وفي جولتنا الاستطلاعية تأكدنا بأن الأيادي التي امتدت للحديد والخردة هي سواعد أطباء ومهندسين وحتى المسرحين من الشركات فهم يترددون على المناطق الصناعية المعروفة خاصة منها التي تتوفر على احتياطي هام من صفائح الحديد· ومع الارتفاع المفاجئ لمادة الحديد تحول اهتمام الباعة إلى البحث عن الكنوز المدفونة تحت الأرض ومخلفات الشركات الأجنية، المهم أن تبحث وتنقب عن كميات الحديد· وحسب مديرية النشاط الاجتماعي، فإن أعين البطالين وحتى العاملين في إطار الشبكات الاجتماعية أصبحت تتعقب حتى السيارات المحطمة، ولهذا كثفت مصالح الأمن بالبوني حراستها على حظائر السيارات· وفي سياق متصل، تعرف المنطقة الصناعية (جوانو) توافدا كبيرا من طرف الشباب باعتبارها منطقة استراتيجية توفر الحديد والنحاس بكميات هائلة·