أوضحت نفس المصادر أن اتفاقا موقعا السنة الماضية يضمن للجزائر التزود بحوالي 2,1 مليون جرعة، أبرم بين معهد باستور ومخابر ''صانوفي''، لكن هذا الأخير لم يسلم الطلبية بدعوى عدم تسلمه طلبا رسميا· يذكر أن ''صانوفي'' هي الممون الرئيسي والحصري للسوق الجزائري بأمصال أنفلونزا والزكام منذ ثلاث سنوات، وتحتاج الجزائر هذه السنة لما يعادل 5 ملايين جرعة بالنظر للوضع الحرج والمقلق مع انتشار أنفلونزا الخنازير، فضلا عن ضرورة تطعيم عدد كبير من الأشخاص خاصة المصابين منهم بالأمراض المزمنة والأطفال والمسنين إضافة إلى الحجاج· وتفيد مصادر عليمة بأن وزارة الصحة وجهت تعليمات خاصة بضرورة إعطاء الأولوية في مجال التطعيم إلى مصالح الأمن والأسلاك شبه العسكرية (جمارك، حماية مدنية···) وإلى العاملين في القطاع الصحي، إلا أن الكمية المطلوبة والتي لم تصل، والمقدرة ب2,1 مليون جرعة لا تفي بالطلب الإجمالي· كما قامت الوزارة أيضا بإجراء جديد يتضمن توفير الأمصال على مستوى المستشفيات والمراكز الصحية مباشرة دون الصيدليات، وهو ما يعقد الأمر أكثر· وتساءلت نفس المصادر عن أبعاد الشراكة القائمة بين معهد باستور ومخابر ''صانوفي'' التي تزود الجزائر منذ ثلاث سنوات بالأمصال، إذا لم تقم بتوفيرها في الوقت الضروري بالكميات اللازمة· ويعرف الطلب على الأمصال زيادة خلال الفترة الممتدة بين أكتوبر وفيفري، وهي الفترة التي عادة ما تتضاعف خلالها حالات الإصابة بالأنفلونزا والزكام· وتزامن هذه السنة مع الضغط الذي توّلد عن بروز أنفلونزا الخنازير على نطاق واسع والذي حذرت من تفاقمه المنظمة العالمية للصحة· ومن شأن الإجراءات الجديدة التي تحد من تسويق الأمصال في الصيدليات وحصره في الوحدات الصحية أن يؤثر سلبا على توفره حسب الخبراء· ويضاف إلى ذلك الكمية غير الكافية التي تم الإعلان عنها والتي لا تغطي حتى أقل من ثلث الحاجيات·