''مرة حلو ومر مر'' مقولة تنطبق على العلاقات الجزائرية-الفرنسية، التي يبدو أنها لن تعرف أيام صفاء، وقد يصل التوتر إلى ذروته بعد تشديد باريس لإجراءات المراقبة على الجزائريين الوافدين إلى فرنسا عبر مطاراتها وموانئها، وقد تلزم شركات الطيران بتقديم معلومات دقيقة على المسافرين الذين تقلهم إلى المطارات الفرنسية مهما كانت خصوصية هذه المعلومات• وهي سابقة خطيرة لم تعرفها العلاقة بين البلدين حتى في أيام الإرهاب، وتهديد المصالح الفرنسية بالجزائر• لا أدري ماذا تنتظر الجزائر لاتخاذ إجراءات مماثلة أو المعاملة بالمثل مثلما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية• قد يكون الإجراء مجرد وسيلة ضغط على الجزائر، من أجل تحقيق مآرب اقتصادية، كالفوز بمشاريع اقتصادية تكون فرنسا تتنافس عليها مع مستثمرين آخرين، أو مزايا ثقافية واستراتيجية، لأن فرنسا لم تكن في حاجة إلى هذا الإجراء، لأنه من المفروض أن الغربلة تتم عند دراسة ملفات التأشيرات، وليست بحاجة لاتخاذ مثل هذا الإجراء الذي من شأنه أن يزيد العلاقات تأزما بعد الفتور الذي عرفته عند إخراج ملف رهبان تيبحيرين من جديد في بداية الصائفة واستعماله كوسيلة مساومة وضغط، حتى من طرف رئيس الجمهورية الفرنسية، ساركوزي، نفسه• لكن ماذا عسى تفعل فرنسا أمام قوارب الحرافة والوافدين عبر الحدود الإيطالية و الإسبانية. فالذي يتضرر بإجراء كهذا هم الطلبة الراغبون في الالتحاق بالجامعات الفرنسية بحثا عن مناخ أفضل للدراسة بعد الانحطاط الذي عرفته الجامعة في السنوات الأخيرة.