عمّقت تداعيات صدمة انهزام الفريق المصري أمام نظيره الجزائري في تصفيات كأس العالم، ومن ثمة تمثيل الجزائر لإفريقيا والعالم العربي، من حدة الجدل الجاري داخل مؤسسات الدولة المصرية الدستورية حول تراجع الدور المصري في المنطقة العربية، وغياب العمل الاستباقي بدل الاكتفاء برد الفعل، ورغم هذه المعاينة السلبية المقدمة من الداخل المصري، مازال يصر البعض على ''زعامة'' القاهرة للمنطقة العربية، ولو من فراغ وبدون وجه حق• قال عمرو موسى، المرشح الأوفر حظا لخوض الرئاسيات في مصر، في كلمة أثناء تكريمه الأربعاء الماضي خلال احتفالية المجلس المصري للشؤون الخارجية بمرور عقد على إنشائه، بمبادرة من النادي الدبلوماسي، ''إن الدول والشعوب العربية يشكلون الأغلبية في هذه المنطقة، فنحن أهلها ولا يمكن أن تأتي الزعامة إلا من أهل المنطقة''• وأضاف موضحا أن ''السياسة الخارجية ليست مجرد متابعة أو مواكبة أو استرجاع، ولكنها في الواقع فكر وتخطيط، وتتطلب استباق الأحداث والتوقع والتنبؤ والتصور، ولا يصح أبدا أن نقف في إطار رد الفعل، ولكن لا بد أن تكون لنا المبادرة''• كلام عمرو موسى لم يأت من العدم، بل جاء بناء على الواقع اليومي، والذي يكون قد لمسه بقوة باعتباره أمينا عاما للجامعة العربية، وخاصة انتقادات الدول العربية لأداء هيئات الجامعة العربية التي تتواجد في القاهرة وتهيمن عليها إطارات مصرية، ومنها الجزائر، والتي ذهبت إلى حد المطالبة بحقها في تسيير وإدارة راهن ومستقبل هذه المؤسسة العربية، من خلال تعديل طرق عمل هيئات الجامعة العربية، سواء بتدوير مناصب المسؤولية أو اللجوء إلى التصويت بالأغلبية وليس بالإجماع، باعتباره آلية تجهض كل المبادرات العربية القوية لمواجهة التحديات• كما شهد المؤتمر السنوي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، وفق ما نقلته ''الشروق'' المصرية، مواجهة بين المستشارة تهاني الجبالي، عضو المحكمة الدستورية، والدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة الشؤون العربية، في مجلس الشعب المصري، والذي كشف عن حقد دفين تجاه الجزائر، وأبدى مواقف وتصريحات قاسية بعد تأهل ''الخضر'' مست تاريخ وكرامة الشعب الجزائري، على خلفية كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في دار الأوبرا الأربعاء الماضي، حيث وجهت المنشطة الجبالي، وهي تتحدث كمواطنة مصرية وليس كقاضية لا يجوز لها الحديث في السياسة، التحية للأمين العام على كلمته التي انتقد فيها تراجع الدور الخارجي لمصر، فقاطعها الدكتور الفقي قائلا ''دا بيان انتخابي''، واستعادت الجبالي الكلمة لتقول إنه ''ربما لم نتعود أن نسمع مثل هذا الكلام من الدبلوماسيين الذين يحاولون دائما التأكيد على قوة الدور الخارجي•• لكن في الحقيقة لا نستطيع أن نبني دورًا خارجيا إلا في ظل تماسك وطني داخلي''•