ووصف عظيمي، في تصريح ل''الفجر''، الهجمة الشرسة للإعلام المصري المتواطئ مع النظام المصري ضد الجزائر ب''العنصرية وغير الأخلاقية''، ''إرضاء لآل مبارك ومن أجل توريث الحكم وتجنب انفجار الشعب المصري انتقاما على المستوى الاجتماعي المتدني الذي يعانيه جراء السياسة الفاشلة لحكومة مبارك''• وقال أمس، أحمد عظيمي، إن الحملة الإعلامية الهمجية والمتخلفة التي يقودها آل مبارك ضد الجزائر أثبتت افتقاد النظام المصري لسبل استمراره واحتواء الوضع الداخلي المتأزم الذي يهدد بقاءه، وأن ما يحدث من ارتباك وسط المصريين أمر معروف منذ زمن بعيد، وقد تحدث عنهم الكاتب توفيق الحكيم عندما ذكر أن الشعب المصري فاقد لوعيه، وأن المقابلة الرياضية بين المنتخب الجزائري المنتصر والفريق المصري المنهزم راهنت عليها القاهرة لاحتواء الاستياء الشعبي وتمرير فكرة توريث الحكم داخل العائلة المباركية، غير أن فشل رهانهم على المستطيل الأخضر أربك الجميع ودفع إلى توجيه الشعب المصري إلى حيلة التهجم على الجزائر باختلاق سيناريوهات غبية، وصلت إلى حد المساس بالمقدسات الوطنية والتشكيك في التاريخ الجزائري، واصفا ما يحدث بالعار والمؤسف، خاصة وأنها صدرت من بلد يدعي الحضارة• وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، أن المصريين وضعوا قانونا جديدا يحرم على جميع العرب أن يتفوقوا وينتصروا على جميع المستويات دونهم، ما أحدث بداخله عقدة نفسية أمام أي انتصار عربي خارج إطار دولتهم، مشيرا في السياق ذاته إلى أن كل المعطيات والتقارير الدولية تظهر أن مصر تسير نحو الغرق على مختلف الأصعدة، وأن مسؤوليها يعلمون ذلك، ولم يرق لهم عودة الجزائر إلى طبيعتها الريادية والتفوقية وانتقالها إلى مكانتها في العالم، من خلال توفرها على كل مقومات القوة والتفوق، وقال ''الهجمة الإعلامية القذرة ضد الجزائر لم نر مثلها من قبل، حتى جون ماري لوبان العنصري لم يستعمل تلك الأوصاف الخسيسة''• ودعا أحمد عظيمي السلطات العمومية إلى الرد بحزم إزاء ما يحدث من تجاوزات، وعدم السماح بمرور هذه التصرفات دون إجراءات عملية، خاصة بعد أن انتقلت العدوى إلى مسؤولين سامين في القاهرة، وآخرهم رئيس مجلس البرلمان، وقال ''الآن نحن نطالب بقطع العلاقات الاقتصادية بصفة جدية''، باعتبار أن الجزائر ليست بحاجة لمصر في شيء، وإن كانوا يدعون عكس ذلك فاستثماراتهم في الجزائر تبلغ 6 ملايير دولار وفائدتهم تقدر بحوالي ملياري دولار سنويا، وأن حوالي 15 ألف مصري متواجدون في الجزائر ويعيشون من أموالها• واعتبر تصرفات القاهرة مهاترات لا تخدم مصر ذاتها، والدبلوماسية الجزائرية معروفة بالحكمة والاتزان، وقال ''لذا فالمطلوب قطع العلاقات الاقتصادية، وفتح مجال السمعي والبصري للوقوف أمام مثل هذه الهجمات المشينة، والسعي وبقوة رفقة الدول العربية التي تملك السيادة الكاملة لنقل الجامعة العربية من بين الأيادي التي لا تخدم القضايا التي أنشئت من أجلها، أو الانسحاب منها، قائلا ''كجزائري لا أرضى أن أقدم مبالغ مالية ضخمة لهذه الهيئة التي تصرفها في أمور لا تمت بصلة بما يخدم المصالح العربية، وتذهب إلى وجهات مبهمة''•