في حوار خص به ''الفجر''، استنكر القائم بالأعمال السوداني بالجزائر، محمد عبد العال هارون، أمس ما أسماه ب''أكاذيب الإعلام المصري'' التي يروّج لها في هجومه على الجزائر رغم عدم توفر أي أدلة تثبت اعتداءات الجزائريين على المصريين في السودان، كما أشاد بالمواقف الدولية الجزائرية تجاه قضايا السودان في المحافل الدولية، وهي شهادة ذات أهمية قصوى، بالنظر إلى أن المقابلة جرت على أرض السودان كبلد محايد، خاصة وأن السودان كان من خيارات الطرف المصري• 'الفجر'': كيف تعلقون على الهجوم الإعلامي المصري على الجزائر بسبب ما يسمونه باعتداءات المناصرين الجزائريين على نظرائهم المصريين في الخرطوم أثناء مقابلة الفصل بين المنتخب الجزائري ونظيره المصري؟ القائم بالأعمال بسفارة السودان: حقيقة، الذي يصدر من الإعلاميين المصريين أمر مؤسف، وما كان ينبغي أن يأخذ هذا المنحى غير الكريم في تناول قضية ما يسمونه بوقوع جرحى مصريين في السودان بفعل من المناصرين الجزائريين، وأنا أعتبر هذه التصريحات المصرية مبنية على الأكاذيب والأوهام، وقد جاء الرد من القيادة المصرية ذاتها واضحا، حيث أصدرت رئاسة الجمهورية المصرية بيانا أشادت فيه بالتنظيم السوداني وجهود الحكومة، وقامت بدعوة سفيرنا للقاء وزير الخارجية المصري، أبو الغيط، حيث أشاد بالمجهودات السودانية، وحذّر بلسانه الإعلام المصري• لكن رغم ذلك، الإعلام المصري ما زال يواصل حملته غير النظيفة تجاه الجزائر!؟ هذه مفارقة غريبة، وزير الخارجية المصري يحذر الإعلام، لكن الإعلاميين يفسدون العمل، ويتناولون الأمور بغرابة دون دليل، وقد فشلوا في إثبات أن الجزائريين اعتدوا على المصريين، وبذلك فادعاءات الإعلام المصري مجرد أكاذيب ملفّقة، فما حدث في السودان مجرد مناوشات لا تذكر، وهي أمر عادي، لكن المصريين أخرجوه من إطاره الضيق إلى أبعاد خطيرة، وصلت إلى حد المساس بسمعة الشعوب، وحتى نحن السودانيين لم نسلم من إساءات كبيرة ارتكبها الإعلام المصري تجاهنا• ما هي قراءتكم لخطاب الرئيس المصري، حسني مبارك، أمس الأول، والذي حذّر فيه من ''المساس بالمصريين'' وهدد فيه ''بالرد ''؟ في الحقيقة، هذا شأن داخلي يخص مصر، فهي دولة ذات سيادة، وأتمنى أن لا تأخذ الأمور منحى آخر، وأرجو أن لا تخرج عن إطارها الرياضي وتمس العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين• أين تصنفون الوضع الدبلوماسي بين الجزائر ومصر، خاصة بعد عودة السفير الجزائري بمصر إلى أرض الوطن إثر الهجوم على السفارة الجزائرية، وسفر نظيره المصري إلى القاهرة، وهل يمكن أن نضع ذلك في خانة ''الأزمة الدبلوماسية ''؟ تبادل استدعاء السفراء أمر طبيعي، فعندما تريد أية دولة الاستفسار عن المزيد من المعلومات تستدعي سفيرها للتشاور، وهذا يحدث في كل الأمور، فنحن استدعينا السفير المصري، لكن الوضع الدبلوماسي بين مصر والجزائر لم يصل إلى مرحلة الأزمة الدبلوماسية، ولكن أنا أسميه نوعا من التشويش وسوء الفهم فقط، لأن الأزمة قضية كبيرة وتستدعي تدخل القيادات الكبرى لتسويتها• أليس هناك مشروع سوداني لتلطيف الأجواء بين القاهرةوالجزائر؟ السودان على استعداد للقيام بأي دور إقليمي، ولن يدخر أي جهد لإزالة الغيوم التي تراكمت في سماء البلدين العربيين، ونحن مقتنعون بأن الإرادة الجزائرية القوية ستتمكن من ذلك بمعية نظيرتها المصرية• رسالة الشكر التي بعثها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الرئيس السوداني عمر البشير، في ختام المباراة، تضمنت رغبة من الرئيس الجزائري في لقاء الرئيس السوداني، ألا تعتقدون أنها دعوة صريحة للرئيس عمر البشير لزيارة الجزائر ودعما جزائريا للبشير في قضية متابعته من المحكمة الجنائية الدولية؟ مواقف الجزائر ثابتة، ورسالة الرئيس بوتفليقة جاءت لتأكيد العلاقات الطيبة التي تربط البلدين والرجلين، ومواقف الجزائر في المحافل الدولية والإقليمية كانت دائما داعمة وإيجابية للغاية، وحتى في قضية المحكمة الدولية، فبوتفليقة قال كلمته المشهورة في جوان السنة الماضية عندما التقى المبعوث السوداني وقال له ''الحكومة والشعب الجزائري مع الرئيس عمر البشير ظالما أو مظلوما''، وقد كان الرئيس الجزائري آنذاك متوجها إلى الصين عند قدوم المبعوث السوداني، لكنه أبى إلا أن يلتقيه، وكان اللقاء في المطار، حيث قال هذه المقولة الشهيرة• ونحن نتمنى لقاء الرئيسين، سواء في الجزائر أو في السودان• ما هي آخر ردود الفعل السودانية تجاه التجاوزات المصرية؟ استمعت إلى رئيس اللجنة المنظمة للمباراة، السيد محمد يوسف عبد الله، وقد أشاد بكل اللجان السودانية وقال إن نسبة النجاح كانت 150 بالمائة، وذكر أن ''الفيفا'' أشادت بالتنظيم وسيرفعون اليوم التقرير الختامي إلى الرئيس السوداني وباقي أجهزة الدولة المعنية• كيف كان رد فعلكم على مشاعر الأخوة والفرح بحسن الضيافة التي عبر عنها الجزائريون العائدون من السودان؟ ما قمنا به في السودان تجاه الجزائر كان جزءًا من الدّيْن الجزائري علينا وردًا للجميل الذي نحمله للجزائر• كيف كان رد فعلكم على مشاعر الأخوة و الفرح بحسن الضيافة التي عبر عنها الجزائريون العائدون من السودان ؟ ما قمنا به في السودان تجاه الجزائر كان جزءا من الدين الجزائري علينا و ردا للجميل الذي نحمله للجزائر.