اتهم المصريون الأنصار الجزائريين الذين حضروا إلى الخرطوم لمناصرة الفريق الوطني•• اتهموهم ''بالبلطجية''! والحقيقة خلاف ذلك فمن مارس ''البلطجة'' بالفعل هي الدولة المصرية حين أقدمت مصالح أمنها على ضرب اللاعبين الجزائريين في الحافلة•• وبين بلطجة الدولة وبلطجة الأنصار فرق كبير! الجزائر طوال تاريخها خلال 50 سنة الماضية، لم تمارس مع أية دولة جارة أو غير جارة عقلية الدولة البلطجية•• فالجزائر المستقلة تحدها سبع دول•• ولم يحدث أن مارست البلطجة مع أية دولة•• من ليبيا إلى المالي والنيجر وموريتانيا وتونس••• وحتى المغرب الشقيق مارست معه الجزائر الخلافات السياسية في حدود حسن الجوار وفي حدود أخلاقيات العلاقات بين الدول، ولم تخلط الجزائر ولا المغرب بين الخلافات السياسية والكرة! فظل المغاربة يتقابلون معنا في كرة القدم في الجزائر ونتقابل معهم في المغرب دون أن تحدث أي مشاكل! أما مصر، رغم أنها تدعي أنها تتحمل مسؤوليات أمنية خاصة في المنطقة كدولة (محورية)، إلا أنها كانت دائما تمارس البلطجة ضد جيرانها.. فقد شنت حربا ضد اليمن، وشنت أخرى ضد ليبيا، وهددت السودان في حلايب•• وأتعبت الفلسطينيين، ولا أتحدث عن الأمر بالنسبة لإسرائيل! وها هي اليوم تتحرش بالجزائر البعيدة عنها! وكانت قد شنت حربا ضد العراق وشاركت في تدميرها، وهي الآن تهدد إيران•• بحجة حقها في أن تكون دولة ''بلطجية'' في المنطقة العربية! وكأن المنطقة العربية كتبت باسم المصريين! هل يحق لدولة تدعي أنها محورية أن تخلط بين السياسة والكرة؟! وهل حقيقة أن دولة بهذه المواصفات•• يمكن أن تعطي الدورس في الأدوار المحورية في السياسة الدولية بالمنطقة لغيرها من الدول مثل الجزائر وإيران وتركيا؟! إن الأزمة التي افتعلتها مصر مع الجزائر بسبب مباراة كرة، كشفت للرأي العام الدولي قبل العربي أن هذه الدولة لا يمكن أن تسند لها مهام محورية في المنطقة، لأن الشعب المصري يعاني من دولة تمارس البلطجة السياسية، وهي الحالة التي أفقدتها الإحترام! ولا يمكن أن تقبلها دول المنطقة كدولة محورية وهي تمارس مثل هذه الأفعال في الحياة السياسية وفي علاقتها بدول المنطقة؟!•