إن الشعب الجزائري لو أتيته بالكلام العذب لكسبته ولأعطاك أغلى وأعزّ ما يملكه، لكن أن تأتيه بالسب والشتم وأن تنعته بأشنع النعوت والصفات، وتمس بكرامته وتحرق علمه الوطني الذي مات من أجله مليون و نصف مليون شهيد في ساحات الشرف والفداء، وأن تستهزئ بنشيده الوطني وهو يتلى في القاهرة، وأن تتهم إعلامه بالصهينة والزندقة والعمالة لإسرائيل، فهذا غير مقبول• الشعب الجزائري يحترم كثيرا الشعب المصري الذي يسكن في القبور من شدة الجوع و الشعب المغربي وكل الشعوب العربية التي وقفت مع الجزائر أيام الاستعمار الفرنسي، لكن هذا ليس مدعاة للمن علينا•• فحتى الجيش الجزائري البطل شارك في حرب أكتوبر عام 3791 إلى جانب القوات المصرية وساهم في دحر الكيان الصهيوني• إن مصر ''هم الدنيا'' انتهى دورها في العالم العربي، فهي لم تسطع أن تقدم شيئا للعرب طيلة فترة تزعمها على عرش العرب كما يتصورون، و كل ما استطاعت أن تجلبه لنا هو الذل و الهوان و الخذلان و العار، فمصر التي ربطت نفسها بالمشروع الأمريكي••• تهاوى دورها بعدما تهاوى المشروع الأمريكي الصهيوني بالمنطقة، وظهور البدائل السياسية الجديدة في المسرح العربي أمر بات يزعج مصر كثيرا، والجزائر مرشحة لأن تلعب دورا أساسيا في العالم العربي خلال الفترة القادمة• فهل يعقل أن تكتنز مصر كل هذه الضغينة والبغضاء ضد الشعب الجزائري وحكومته لا لشيء سوى أن وزير الخارجية الجزائري طلبت منهم قبل أربع سنوات تطبيق مبدأ التداول على رأس الجامعة العربية ! ومن هذا المنطلق فنحن لا نقبل نهائيا أن يهان الشعب الجزائري بتاتا ولا قيادته السياسية بهذا الشكل • آن الأوان لمصر أن تعرف أن قوتها تأتي من فلسطين ومن الجزائر والرباط وتونس ودمشق وبيروت والدوحة وكل عواصم العالم العربي، فانتصار المنتخب الجزائري لكرة القدم على الفراعنة هو لطف رباني للجزائر و للعرب، وهو درس للفراعنة أن ينزلوا من عليائهم، فهم يقولون في قنواتهم اليوم أنهم هم الثقافة وهم الفكر وهم المسرح وهم الشعر•• فمن يكون بقية العرب•• أتباع و ذيول!؟؟ لا يا آل فرعون آن أوان الجزائريين أن يصنعوا دورهم، فويل لكم إذا حرقتم العلم و ويل لكم إذا تطاولتم على الجزائر • مصر التي كانت تتصور أنها كل شيء وأنها زعيمة العالم العربي حطم خيشومها في الخرطوم و دُكدكت في كبريائها بخرطوم الجزائريين، و قيل لها إن هنالك عرب آخرون مقبلون على إدارة مباراة أخرى من نوع آخر•• فوداعا يا مصر، وداعا وما أحلى فراقك يا هم الدنيا• المواطن: عصام صامت