سيدي الرئيس، إنني في بحر شخصكم لا أساوي قطرة ماء، وفي عظيم أدبكم و حلمكم ورشدكم لا أساوي شيئا، ولكن في حب الجزائر شعبا وتاريخا ورموزا وأرضا قد أساويكم أو أكثر• ومن منطلق هذا الشعور الذي لو تكالبت وتنابحت عليه كل الأمم ما انتزعته مني ولو بت في العراء دون سكن أو عشت أيامي دون عمل أواقض مضجعي صوت الإرهاب. من هذا المنطلق سمحت لنفسي أن أوصل لكم صوتي هذا، والذي، دون شك، يمثل صوت كل جزائري حر• سيدي الرئيس، إن ما تطلبه جهات أجنبية من اعتذار صريح و تعويض مالي يمثل إهانة أخرى تضاف إلى جملة السلوكيات الصبيانية والعدوانية والوحشية، وحتى الدموية، التي تعرضت لها جزائر العز والشموخ تصنف في خانة الإرهاب حسب المواثيق الدولية، والتي يعاقب عليها القانون الدولي جملة وتفصيلا• وفي ظل هذا، أسمح لنفسي أن أعلمكم أنكم بحكمكم الراشد وحنكتكم المعترف بها، كسبتم شعبا لن يتخاذل عنكم ولن يقول لكم ''اذهب أنت وربك فقاتلا فإنا هاهنا قاعدون''، إنما سيقول لسيادتكم ''إذهب أنت وربك فقاتلا فأنا معكما من المقاتلين''• فهذه الجهة التي تجندت للنيل من جزائر العز والشموخ أفلست أخلاقيا وإعلاميا وحضاريا وشريعة، ولم يبق لها سوى المناورة الدبلوماسية التي أنتم أستاذها، إنما أخشى أن يخدعوك باسم المصالح المتبادلة وباسم المبادرة للصلح وباسم العروبة وباسم الصغير يطلب الصفح من الكبير• واسمح لي سيادة الرئيس أن ألفت انتباهكم، وأنا المواطن البسيط، أنه في حال تقديمكم لأي تقارب أو اعتذار ظاهرا أو باطنا، لفظا أو فعلا، فإنكم سيدي ستخسرون هذا الرصيد الشعبي الذي كسبتموه، والذي قدم نموذجا للمصالحة الوطنية والوئام المدني في أرقى صوره الحضارية والأخلاقية والإنسانية، في عرس نحمد الله كثيرا أنني عشته بكل جوارحي لأنني لم أشهد عرس الاستقلال• هذا العرس هو نصر من الله ليكلل جهودكم إلى خلق مجتمع يسير نحو القمم، وهذا العرس أيضا هو صفعة قوية وجامدة لمن يشجع الإرهاب في الجزائر أو يدعو إلى حرب أهلية، لأننا اليوم نعيش فعلا في جزائر العزة والكرامة• سيدي الرئيس، حاشا أن أقلل من نباهتكم وفطنتكم لمثل هذه الأمور، إنما أردت أن أوصلكم صوتي باسم جزائريتي وعروبتي، ولأنك قائدنا، فعلى الجندي أن يحرص على سلامة القائد• سيدي الرئيس، إذا كان يجب الإعتذار، فعليهم وحدهم أن يعتذروا للجزائر سلطة وشعبا، وإذا رفضوا فكفى الله المؤمنين شر القتال•. هم في بلدهم و نحن في جزائرنا، ولا إكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغي•