وتخصص العائلات ميزانية خاصة لاقتناء كل المواد الغذائية ذات الصلة بشهر الصيام وخصوصا اللحم، وذلك بشراء خروف مناصفة بين العائلات لتقاسم المبلغ توفيرا للنقود لشراء مستلزمات أخرى• انتقلت'' الفجر'' إلى أحد أهم الأسواق الخاصة لبيع اللحوم وبالضبط مذبح'' رويسو'' بالجزائر العاصمة، الذي يعتبر أهم المذابح الجزائرية عموما، حيث الإقبال كان على أشدّه، وخصوصا في اليوم ما قبل الأخير من شهر شعبان، حيث غصّ المذبح بعشرات المواطنين• محطتنا الأولى كانت مع السيد (م•ع) وهو بائع لحوم، حوالذي قال ''يقينًا بأن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة لذلك فنحن نوفّر أحسن ما عندنا من سلع أكثر من المعتاد خلال الأيام الاعتيادية، فالإقبال على شراء اللحوم يكون بكميات أكبر في هذه الفترة، لأن المواطن الجزائري تعوّد على أن تكون مائدة رمضان شيئا مميزا ومختلفا عن الأيام الأخرى• فقد بلغ سعر الكيلوغرام 800 دج، وكذا الكبدة بلغ سعرها 1300 دج بالإضافة إلى ارتفاع طفيف فيسعر لحم البقر''• من جهته، قال لنا السيد (ت•ر) قصاب بذات المذبح: ''إن سوق اللحم يعيش حالة انتعاش منذ أيام شهر شعبان ويستمر ذلك الإقبال إلى نهاية شهر رمضان، فالعائلة الجزائرية تعتمد على اللحوم الحمراء في إعداد الوجبات الرمضانية العديدة، حيث إن اللحم يعد مادة رئيسية في مواد هذا الشهر الفضيل، فهو يدخل في أغلب الأكلات الشعبية مثل الدولمة، والمثوم، والشطيطحة، والشوربة•• الخ''• وتتوافد العائلات على مذبح ''رويسو'' في حسين داي بالعاصمة بطريقة كبيرة وذلك لشراء اللحوم بأرخص الأسعار مقارنة بالمحلات والمجازر الأخرى، لتقتصد في المصاريف وكذا لتلبية رغبات أفراد العائلة• أما محطتنا الأخيرة كانت مع المواطن (ب•ل) حيث قال ل''الفجر'':''إن شهر رمضان يتطلب توفير اللحم، ولذلك فإن العائلات الجزائرية تقوم قبل حلول الشهر المبارك باقتناء المواد المهمة والرئيسية ويعتبر اللحم سيد مائدة رمضان وعلى شرفه تحضّر أشهى المأكولات، وبالرغم من ارتفاع أسعار اللحوم، إلا أن اللحم يبقى محافظا على مكانته أمام باقي المواد الأخرى''• وكما ذكرنا سابقا، فإن الأسعار المرتفعة لم تثن المواطنين من شراء اللحوم الحمراء في شهر رمضان وذلك من أجل تحضير أفخر المأكولات وأشهاها، وتبقى العائلات الجزائرية محافظة على عاداتها وتقاليدها متمسكة بتراث الأجداد لتورثها إلى الأجيال القادمة•