حدث ما كان متوقعا رغم كل الانزلاقات الخطيرة التي يعرفها النقاش حول الهوية الوطنية، وكانت الحصيلة طرد تسعة أفغانيين بالتنسيق المحكم مع بريطانيا في شارتر العار، في ظل تعتيم إعلامي على الاعتداء الذي تعرض له مسجد مدينة كاستر ودفاع ساركوزي عن نادين مورانو سكرتيرة الدولة للعائلة التي طلبت من الشاب المسلم عدم التحدث بلغة الفارلان ولبس الكسكيتة على الطريقة الأمريكية• وخلافا لعملية طرد ثلاثة أفغانيين في شهر أكتوبر الماضي، مع تهيئة بيداغوجية على الصعيدين الإعلامي والسياسي لضمان إجماع مناضلي الأغلبية البرلمانية اليمينية وتأييد الرأي العام••• فإن عملية مساء أول أمس قد تمت في سياق تكتم لم يفرج عنه إلا في الساعات الأخيرة بغرض تفويت فرصة التظاهر والاحتجاج على جمعيات حقوق الإنسان ومنظمة سيماد المدافعة عن اللاجئين والمهاجرين المقيمين بدون أوراق• ورغم كل الاحتياطات الأمنية والحذر الإعلامي المحسوب، استطاع العشرات من المطالبين بعدم طرد الأفغانيين إلى بلدهم المحترق أن يلتحقوا بمطاري ليل ورواسي شارل ديغول للتظاهر ومحاولة إجهاض العملية، حاملين لافتات التنديد بما أسموه ''شارتر العار'' وشعارات الطرد الإجرامي إلى بلد الجحيم وخرق مبدإ اللجوء السياسي المبرر في وضح النهار• الأفغان التسعة الذين طردوا هذه المرة لم يقبض عليهم كما تم في العملية الأولى المذكورة، بل ذهبوا بمحض إرادتهم إلى السفارة الأفغانية في باريس وعبروا عن رفضهم للعودة إلى مناطق الحرب في أفغانستان، مطالبين باللجوء السياسي استنادا لنصوص قانونية تكفل لهم الحماية والأمان على أرض المنفى، على حد تعبير بيار هنري، رئيس منظمة فرنسا أرض الضيافة، في حديثه لإحدى القنوات التلفزيونية•