قدمت حركة النهضة معاينة سوداوية حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد، واعتبرت في تقييمها لتطورات العالم العربي والإسلامي، الجدار الإسرائيلي العازل أرحم من مشروع الجدار الفولاذي المصري، الذي يقام على الحدود مع غزة، داعية الجزائر والدول العربية إلى الحيلولة دون بنائه، أو الذهاب إلى قطع العلاقات مع القاهرة إن أصرت على مشروعها• فقد دعا أول أمس أمين عام حركة النهضة، في الكلمة الافتتاحية، في اللقاء الوطني لرؤساء المكاتب الولائية المنعقد نهاية الأسبوع، ''السلطات الجزائرية وكافة الدول العربية الإسلامية إلى قطع العلاقات مع النظام المصري في حالة إصراره على بناء الجدار العازل بين مصر وغزة''، معتبرة ''إقدام الشقيقة الكبرى على بناء هذا الجدار جريمة لا تغتفر، وبالتالي، فمصر مطالبة بالعدول عن هذا القرار لأن تبعاته ستكون وخيمة على مصر قبل أن يطال الحصار أهل غزة''• وفي الشأن الداخلي، اعتبرت حركة النهضة أن ''عجلة التنمية الاقتصادية تراوح مكانها بشهادة المسؤولين، ولا تزال الجزائر تعتمد على الريع البترولي، ولا تزال الصادرات خارج المحروقات تكاد تكون منعدمة وآلة الفساد والنهب والتعدي على المال العام تعبث بمقدرات الأمة''• أما في المجال الاجتماعي، فيقول البيان ''فالظاهر أن الزيادة الأخيرة في الحد الأدنى للأجر القاعدي، التي لم تصل بعد إلى جيوب العمال، قد التهمتها الزيادات المضاعفة في مواد استهلاكية أساسية''• أما بخصوص راهن المجال السياسي، فاعتبرت الحركة أن ''البلاد تعيش قمة في الانحطاط السياسي، وظهر ذلك جليا من خلال التحضير لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة''، حيث حذرت الحركة من ذلك، ودعت إلى ''ضرورة التصدي لهذه الظاهرة الغريبة عن تقاليد شعبنا وقيمه الأخلاقية''، مشيرة إلى أن ''نتائجها ستكون مؤسسات هشة ضعيفة تضم مرتشين سياسيين همهم الوحيد الحصول على بطاقة العضوية في مجلس الأمة لاستعمالها في نهب المال العام و الاستحواذ على ثروات الأمة بعيدا عن هدف خدمة الشعب و الوطن".