انتقد أمس أعضاء قياديون في التجمع الوطني الديمقراطي تصريحات مسؤولي جبهة التحرير الوطني، التي لم تهضم الاتفاق السياسي الذي أبرمه حزب أويحيى مع قيادة حزب العمال، وأكدوا أن التحالف السياسي مع حزب العمال لا يستدعي الاستغراب، وإنما الاستغراب يجب أن يكون من الذين يريدون ممارسة الأبوة والوصاية على أحزاب أخرى، في إشارة إلى قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، معتبرين الجبهة ملكا للجميع• قال نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، وعضو المكتب الوطني للأرندي، صديق شهاب، إن ''عناصر قيادية في الأفالان استغربت التحالف السياسي الذي أبرمه الأرندي مع حزب العمال''، وأضاف أن الاتفاق ''تم مع حزب سياسي نحترم أفكاره مثل جميع الأحزاب، ونتعامل معه مادام يحترم اللعبة الديمقراطية والفكر الجمهوري والعمل السياسي''• وأوضح شهاب، خلال لقاء جمعه أمس بالمنتخبين المحليين للحزب بفندق السفير بالعاصمة لتحضير انتخابات التجديد الجزئي لمجلس الأمة، ''إن بعض الأصوات تعالت من داخل هذا الحزب وانتقدت الاتفاق السياسي، وراحت تنصب نفسها وصية على أحزاب سياسية أخرى، وهي لا تعلم بأن الجبهة هي جبهة كل الجزائريين أما الحزب الذي تنتمي إليه فهو حزبها لوحدها''• ولم يتوقف شهاب عند هذا الحد، بل ذهب في انتقاده لقيادة الأفالان إلى القول ''لو قسمنا جبهة التحرير الوطني إلى أسهم لتحصل الأرندي على غالبية الأسهم، ولما تحصل هؤلاء ولو على جزء من سهم واحد''، وأردف ''خير دليل على ما أقوله هو التواجد الكبير للأسرة الثورية ضمن صفوف قياديي الأرندي، ومن بينهم مجاهدون كبار ساهموا في تأسيس جبهة التحرير الوطني، وفي تحرير البلاد''، وذكر أسماء مجاهدين كبار على غرار محمد الشريف عباس، السعيد عبادو، عمار صخري، السعيد مدور، محمد الطاهر بوزغوب، فلوحي مصطفى، ستوتي عبد الرحيم وعبد القادر بن صالح• وتساءل العضو القيادي في الأرندي قائلا ''أليس هذا دليلا كافيا على أن الجبهة هي جبهتنا جميعا، وأن هؤلاء ليس لهم نصيب إلا في الحزب''، مستفسرا ''كيف يتجرأ مسؤول ليس له سهم في هذا الحزب أن يطعن في مصداقية مسؤولين وقياديين ومناضلين؟''، واصفا مثل تلك التصريحات ب''الوقاحة السياسية وقلة الأدب''• أما محمد الطاهر بوزغوب، عضو المكتب الوطني للأرندي، المكلف بالمنتخبين، فقد اعتبر ''الاتفاق السياسي المبرم مع حزب العمال بمثابة برهان على صحة وقوة الأرندي''، ثم تابع ''وإلا ما الذي يفسر اختيار حزب العمال اللجوء إلى الأرندي، رغم اقتراح حزب سياسي آخر إبرام اتفاق سياسي معه والذي قوبل بالرفض''، في إشارة إلى الأفالان• وتحدث بوزغوب عن تشابه ''ظروف نشأة الأرندي مع ظروف تأسيس الأفالان''، والتي قال إنها ''جاءت في ظرف صعب ومن أجل إنقاذ الجزائر''•