أشباه السياسيين في حمس والأفالان يرجعون ''نكستهم'' في انتخابات مجلس الأمة الأخيرة إلى حكاية المال السياسي وإمعية الناخبين من المنتخبين الذين هم دائما مع السلطة وليس مع الحزب! المال السياسي فعلا مفسدة انتخابية•• لكن وجوده في الأفالان وحمس قد يكون أكثر من وجوده عند الأرندي! كما أن التحالفات ''السياسية'' التي يقال إنها ضد الطبيعة ليست هي أيضا وحدها المسؤولة عما حدث! فإذا كان تحالف الأرندي مع حنون يوصف بالتحالف ''ضد الطبيعة'' كما يقول غرماء الأرندي•• فكيف يوصف التحالف بين حمس والأفالان والأرندي؟! أليس هذا التحالف هو التحالف ''المثلي'' سياسيا وهو بالتالي ضد الطبيعة؟! لماذا لا يعترف ''قادة'' حمس والأفالان بأن ما أصيبوا به من خيبة سببه هو أن منتخبيهم وناخبيهم انتهازيون يمشون دائما مع الواقف في السلطة•• حتى ولو كان من غير حزبهم؟! وأن الأرندي هو أقل الأحزاب انتهازية في صفوف مناضليه••! وأنه أصبح فعلا يشبه الحزب السياسي في حكاية الانضباط الحزبي والسياسي؟! ماذا ينتظر الحماسيون في حزب أبي جرة من الانتخابات؟! وهو الذي قال إنه يملك ملفات فساد!؟ ثم قال إنه عالج ذلك مع المسؤول الأول في البلاد!؟ لتنفجر أكبر فضيحة فساد في البلاد في القطاعات التي تسيرها حمس في الحكومة!؟ كفضائح قطاع الأشغال العمومية والطريق السيار؟! وماذا تنتظر الأفالان من الانتخابات وهي تواجه أكبر فضائح الفساد في قطاع الفلاحة الذي تشرف عليه؟! وأدى هذا الفساد إلى إبعاد ومتابعة مسؤولين كبار في هذا الحزب بملفات فساد يندى لها الجبين؟! لماذا لا يستخلص الأفالان وحمس الدرس مما حدث ويقولون إن الأرندي فاز بما فاز به من مقاعد لأن مناضليه أكثر انضباطا في مجال النضال الحزبي•• وإن قيادته أكثر صرامة في التعامل مع الانضباط الحزبي•• وإن مسؤولي هذا الحزب في الحكومة أقل فضائح في ملفات الفساد؟! وإذا كان هناك درس إيجابي يمكن أن نستخلصه من هذه الانتخابات الأخيرة - رغم شكليتها - فهو أن الناخب المنتخب قد عاقب بالمال السياسي الفساد والمفسدين العالقين ''كالفراد'' - أكرمكم الله - في جسم الدولة!•• هذا هو درس الفساد!