المطالبة بتجريد جزائريي غوانتانامو من جوازات سفرهم بعد الإفراج عنهم تراجعت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن قرارها بالإفراج عن باقي الجزائريين المعتقلين في معسكر غوانتانامو، وعددهم سبعة، لأسباب تربطها واشنطن بما تسميه عدم التزام الجزائر بشروط أملتها واشنطن، وتتعلق بالاستمرار في مراقبة المعتقلين بعد الإفراج عنهم، وحتى وإن برأتهم العدالة الجزائرية• وحسب مصدر موثوق، فإن السلطات الجزائرية تلقت من نظيرتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية، قرارها بالتراجع عن إجراء أصدرته واشنطن في وقت سابق، يقضي بالإفراج عن باقي الجزائريين المحتجزين في غوانتانامو، وهو القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية في إطار التحضير لتطبيق تعليمات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بغلق المعتقل بشكل نهائي• ويضيف نفس المصدر أن واشنطن طلبت من الجزائر تطبيق ''شروط'' بشأن جزائريي غوانتانامو بعد الإفراج عنهم، لضمان عدم عودتهم لممارسة أنشطة قد تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي، حسب اعتقاد واشنطن• ومن تلك الشروط، حرمانهم من جوازات السفر والتحقيق معهم بشكل دوري من طرف قضاة ومحققين أمريكيين، حتى بعد الإفراج عنهم، وهي الشروط التي رفضتها الجزائر في حينها، لكونها تتنافى ومبادئ السيادة الجزائرية على أراضيها• وجاء قرار واشنطن بعد أن عبرت الجزائر عن رفضها التدخل الأمريكي في الشأن الجزائري الداخلي، وتحديدا فيما يتعلق بحكم قضائي أصدرته محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في 22 نوفمبر الماضي في قضية معتقلين اثنين، وهما فغول عبدلي ومحمد طراري، اللذان استفادا من حكم بالبراءة من التهم المنسوبة إليهما، وهو ما جعل السلطات الأمريكية تحاول التدخل في الموضوع، بمحاولة الضغط والمطالبة بتطبيق ''شروطها''، قبل أن تنتفض الجزائر وتعلن على لسان وزير الخارجية، مراد مدلسي، ورئيس اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، عن رفضها لإملاءات واشنطن وابتزازها• وتزامن قرار واشنطن بالتراجع عن الإفراج عن معتقلي غوانتاناموالجزائريين، وعددهم سبعة، بتلويحها بالقيام بتسليمهم لدولة أخرى• وفي هذا الإطار، ذهبت إشارات أطلقتها السلطات الأمريكية وتناقلتها وسائل إعلام في واشنطن إلى إمكانية الإفراج عن الجزائريين السبعة، لكن مع تسليمهم للحكومة الأوكرانية، التي تكون قد قبلت استضافتهم على أراضيها وفقا للشروط الأمريكية• وترى أوساط متابعة للقضية، خصوصا مع تراجع الولاياتالمتحدة عن قرارها بالإفراج عن من تبقى من الجزائريين المعتقلين في غوانتانامو، أن قرار الحكومة الأمريكية بتسوية وضعية كافة المعتقلين في غوانتانامو تمهيدا لغلقه، لم يكن سوى مجرد حيلة سياسية الهدف منها تحويل الأنظار وإسكات منتقدي سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن التعاطي مع ملفات حقوق الإنسان، لتضيف نفس الأوساط أن الشروط ''غير المعقولة'' التي تصر عليها واشنطن، تكشف عن نيتها في غلق غوانتانامو وفتح ''غوانتاناموهات'' أخرى في مناطق أخرى من العالم، على خلفية الشروط والقيود التي تحاول واشنطن فرضها على حكومات المعتقلين لإبقائهم تحت المراقبة وبحرية منقوصة• يذكر أن المعتقلين الجزائريين السبعة، الذين تراجعت واشنطن عن الإفراج عنهم وتسليمهم للجزائر، كانوا قد اعتقلوا في أفغانستان بين عامي 2001 و,2002 قبل أن توجه لهم وزارة الدفاع الأمريكية تهما مختلفة تتلخص في الإرهاب والانتماء لتنظيم القاعدة•