لم يكن أكبر المتشائمين يتوقع هزيمة المنتخب الجزائري أمام نظيره المالاوي بثلاثية كاملة في أول مواجهة في كأس إفريقيا هنا في أنغولا، لا أحد صدق ما شاهدناه في الملعب أو ما شاهده الشعب الجزائري عبر الشاشة الصغيرة، أين هو المنتخب القوي الذي عرفناه في التصفيات، أين هي روح المجموعة التي ألفناها من عناصرنا الوطنية التي أدخلت الفرحة إلى قلوبنا جميعا بدون استثناء، لكن الشيء المؤكد أن الأسباب الحقيقية لهذه الهزيمة واضحة وضوح الشمس ولا نقاش فيها، لأن الأمر يتعلق بسلسلة من الأحداث التي حصلت منذ تربص فرنسا حتى يوم اللقاء أمام مالاوي. اللاعبون لازالوا يعيشون حلم التأهل إلى المونديال من دون شك أن جميع اللاعبين لا زالوا يعيشون على وقع الفوز على مصر في السودان، والوصول إلى كأس العالم، حيث لازالوا يظنون أن الإنجازات السابقة ستشفع لهم وتضعهم دائما في القمة، ونسوا أنهم بهذه الطريقة لن يتمكنوا من الفوز على أضعف الفرق، لأن الثلاث نقاط لا تأتي إلا بالمجهود المضاعف، والتركيز قبل كل شيء، إلا أن لاعبينا لازالوا يرون أنفسهم ذلك الفريق الذي وصل إلى كأس العالم وسيواجه الإنجليز، لهذا لا يخشى أي منافس وكل شيء سيسير على ما يرام، وهو الخطأ الكبير الذي وقعت فيه تشكيلتنا والنتيجة كانت الهزيمة بثلاثية. الإستهزاء بالمنتخب المالاوي ثاني نقطة كانت سببا في هزيمتنا أمام منتخب مالاوي هو الاستهزاء بهذا المنتخب والفوز عليه قبل الدخول إلى أرضية الميدان، فلا يوجد أي لاعب من لاعبينا أعطى هذه التشكيلة المالاوية حقها واحترمها لدرجة اللعب أمامها بكل قوة منذ البداية، لأن الأمر الوحيد الذي كان يجدر بلاعبينا فعله هوة الدخول بكل قوة منذ الوهلة الأولى لإرهاب المنافس، لأنهم وصلوا إلى المونديال والجميع يخشاهم، وكان يجب علينا أن نضغط عليهم وأن لا نتركهم يثقون في إمكاناتهم، إلا أن هذه الأمور لم تحدث ولو لعبنا في أول مواجهة أمام منتخب نحسب له ألف حسان لما انهزمنا بهذه الطريقة. الحرارة الشديدة والرطوبة العالية أثرت على اللاعبين فضلا عن كل الأسباب التي قلناها من قبل، فلا يجب أن ننكر الحرارة الشديدة يوم اللقاء، حيث كانت تشير إلى 33 درجة قبل دخولنا إلى المدرجات، أما الرطوبة فكانت عالية جدا هي الأخرى، مما أثر كثيرا على اللاعبين، سيما أنهم لم يتمكنوا حتى من الحركة في بعض اللقطات، وهو الأمر الذي لم يعان منه منتخب مالاوي المتعود على مثل هذه الظروف المناخية، كما أن منتخبهم لم يحضر في فرنسا تحت برودة طقس شديدة، بل حضر في إفريقيا والإمارات، وهو ما جعلهم يتعودون على الحرارة الشديدة من دون أي مشكل. غياب مغني وعنتر يحيى أثر كثيرا على التشكيلة لا يختلف اثنان أن غياب عنتر يحيى ومغني عن التشكيلة بسبب الإصابة أثر كثيرا عليها، حيث كان الدفاع بحاجة ماسة إلى حرارة عنتر وتدخلاته الخشنة، وتفاهمه الكبير مع حليش من الناحية الجماعية في الدفاع، إلا أن غيابه ترك فراغا رهيبا، وزاوي لم يتمكن من سد هذا الفراغ، أين وجد صعوبة كبيرة في التأقلم ولعب مواجهة ممتازة، كما أن غياب مراد مغني وفنياته في وسط الميدان أثر على تشكيلتنا، لأنه اللاعب الوحيد رفقة زياني اللذين بإمكانهما الاحتفاظ بالكرة وإعطاء التوازن لوسط الميدان وإرهاب المنافس، فضلا عن ذلك فإن مغني يتحصل على العديد من المخالفات قرب منطقة العمليات، ويتفاهم جيدا مع زياني في بناء اللعب، وغيابه ترك فراغا يصعب تعويضه أمام مالاوي.