يعرف الطريق المزدوج ببلدية أولاد سلامة والرابط بين بلدية الأربعاء وبوفرة بولاية البليدة، تأخرا واضحا في تقدم الأشغال والتي يعود تاريخ انطلاقها إلى أربع سنوات مضت، بالنظر إلى المشاكل التي اعترضت عملية الإنجاز طيلة هذه الفترة، مما أثار استياء مستعملي الطريق المذكور وسكان المنطقة الذين باتوا يتساءلون عن سر التوقفات المفاجئة لهذا المشروع· يذكر أن المشروع الخاص بالطريق المزدوج بأولاد سلامة تم تسليمه في بداية الأمر إلى شركة سوناترو، التي تأخرت في الانطلاق بسبب نزاع حول قطعة أرضية مع أصحابها الأصليين، والتي كان لابد من أخذها للصالح العام بالنظر إلى موقعها المحاذي للطريق المذكور، غير أن هذا المشكل لم يكن الوحيد، حيث واجهت الشركة المكلفة بالإنجاز مشاكل من نوع آخر، وذلك على المستوى الداخلي في إدارتها، مما جعلها عاجزة عن الاستمرار في الإنجاز· لتليها مرحلة أخرى تم فيها تسليم ورشة الأشغال إلى مقاولة أخرى، بعد أن تم الإعلان عن مناقصة جديدة بالنظر إلى أن الأشغال بقيت متوقفة لشهور طويلة، حيث فازت مقاولة سوتراويب المحلية من البليدة بالصفقة، والتي أسندت إليها العملية مع بداية السنة الماضية· وحسب مصادر محلية، فقد انطلقت الأشغال في بداية الأمر بوتيرة جد مقبولة، مما أعطى انطباعا بأن سنة 2009 لن تنتهي دون تسليم المشروع نهائيا، غير أن الأمر لم يستمر طويلا، حيث عادت الأشغال للتوقف مرة أخرى مما جعل السكان وأصحاب المركبات الذين يمرون عبر هذه الجهة للتوجه نحو مدينة البليدة يفقدون الأمل في رؤية الحلقة الأخيرة من مسلسل التأخير والتوقف في هذا المشروع· ''الفجر'' وعند تقصيها حقيقة هذا التأخر وقفت عند تسجيل عدة تعقيدات تقنية يبدو أنها سترهن إتمام الأشغال لفترة أخرى، حيث أكد أحد المسؤولين العارفين بطبيعة هذا المشكل أن صاحب المقاولة ولدى عمليات الحفر اكتشف وجود العديد من الشبكات المختلفة (شبكات الصرف الصحي، شبكة المياه الصالحة للشرب وشبكات الكهرباء والغاز، بالإضافة إلى الكوابل الهاتفية)، والتي لم تكن على المخططات التي سلمت له· معلومات أخرى وصلت ''الفجر'' في هذا الشأن تؤكد أن مصالح سونلغاز من جهتها رفضت القيام بأي تحويلات لشبكاتها قبل أن يتم دفع المستحقات المالية لهذه العملية· تجدر الإشارة إلى أننا تقربنا من شركة سونلغاز لمعرفة حقيقة هذا المشكل، حيث أكد لنا السيد مروان قسنطيني، المكلف بالإعلام على مستوى الشركة، أن هذه الأخيرة لها رغبة في عدم إيقاف عجلة التنمية بولاية البليدة، وهو الدافع الرئيسي وراء قيامها بأشغال معينة تدخل في إطار المشاريع التنموية الكبرى قبل أن تتقاضى مستحقاتها المالية، ما أوصل القيمة المالية المستحقة على زبائنها إلى 14 مليار سنتيم، مما جعل الشركة في الوقت الراهن تطالب بدفع أتعابها قبل البدء في أي مشروع جديد وهو حقها الطبيعي·· ليضيف نفس المتحدث نحن لا نرغب في تعطيل أي مشروع بل العكس، لكن ليس على حساب المؤسسة· وبالعودة إلى مشروع الطريق السريع بأولاد السلامة، فإن كل هذه التعقيدات جاءت لتدل على شيء واحد وهو غياب التنسيق بين مختلف المصالح الإدارية، ليس فقط على مستوى دائرة بوفرة، وإنما أيضا على مستوى مختلف المديريات التنفيذية، إذ من غير الممكن أن يتعطل مشروع بمثل هذا الحجم بسبب تهاون بعض الجهات في وضع مخططات سليمة حول مختلف الشبكات التحتية فواقع الطريق المزدوج بأولاد سلامة، جاء ليؤكد أن بعض المديريات عاجزة حتى عن تحديد مواقع الشبكات التي تخصها بدليل أن صاحب المشروع· وحسبما أفادنا به مصدر مقرب وقف في العديد من المرات عند نقاط كان قد قيل له إنها لا تحوي أي شبكات ليفاجأ بالعكس، والأمر أنه قام بتحويل مسار الأشغال في إحدى النقاط بعد أن أكدت المخططات وجود شبكة في ذلك المسار قبل أن يأتي تأكد آخر ينفي ذلك، وهو ما يشكل مزيدا من التأخر والتعطيل للمشروع ككل· وإلى أن تنتهي رحلة الاكتشافات الأرضية في هذا المشروع، يبقى هذا الأخير رهين تعقيدات كان بالإمكان تجاوزها منذ البداية بتحمل كل طرف لمسؤوليته·