^ كانت مأساة وفاة ثلاثة أطفال أشقاء وإصابة شقيقين آخرين لهم، فجر الجمعة الماضية، من عادم وقود المولد الكهربائي أثناء نومهم، آخر المآسي التي خلفها النقص الحاد في كمية كهرباء قطاع غزة، التي يزداد حاجة الفلسطينيين إليها في الشتاء، فضلا عن النقص الكبير في كميات الغاز المنزلي أراد سمير برغوت، والد الأطفال عبيدة (عامان) وملك (4 أعوام) وخضر (7 أعوام) أن يشعل إنارة الضوء لأطفاله ليبدد ظلام ليل الشتاء القارس فإذا بعادم وقود المولد يتسلل إلى غرفة الأطفال وهم نيام فيخنقهم جميعا. لم تكن الكهرباء في فجر الجمعة قد تقلصت كميتها المنتجة من محطة توليد الكهرباء في مدينة غزة مهددة بالتوقف عن العمل مثلما هو الحال منتصف ليلة الأحد إلى الاثنين إن لم تزود المحطة بالسولار الصناعي الخاص بتشغيلها. وحذرت شركة توزيع كهرباء غزة التي تغذي قطاع غزة بثلث كمية الكهرباء التي تصلهم عبر ثلاثة موارد من توقف محطة الكهرباء عن إنتاج طاقتها اليومية إن لم يستحب الاتحاد الأوروبي ويزود المحطة بالسولار المستور من إسرائيل عبر المعابر الحدودية. وتصل الكهرباء إلى غزة من ثلاثة مصادر رئيسة : فإسرائيل تزود القطاع ب(120) ميغاواط والشركة الفلسطينية تنتج (65) ميغاواط، بينما تزود شركة الكهرباء المصرية جنوبغزة ب (17) ميغاواط. وحذر جمال الدردساوي، مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء في غزة من توقف كامل لمحطة توليد الكهرباء جراء النقص الحاد في كميات السولار الصناعي اللازم لتشغيل المحطة “لاسيما بعد إيقاف الاتحاد الأوروبي تمويل ضخ السولار الصناعي لقطاع غزة منذ شهر نوفمبر 2009”. وحذرت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن قطاع غزة من التداعيات الخطيرة لانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في الكثير من مناطق قطاع غزة جراء النقص الحاد في السولار الصناعي. وتشير الحملة إلى أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي سينعكس بشكل خطير على القطاعات الأساسية وبخاصة المستشفيات وآبار مياه الشرب ومحطات الصرف الصحي وغيرها. وعادت بدائل الطاقة الكهربائية وغاز الطهي إلى بيوت الفلسطينيين من جديد بداية الأسبوع الجاري بعدما نفد الغاز من معظم البيوت، وبعد أن انقطع الكهرباء عن معظم هذه البيوت التي أحيت البدائل البدائية للتدفئة والإنارة. لكن الفلسطينيين مع فاجعة أطفال “برغوت“ لم يعودوا يتعاملوا مع البدائل بتلك السهولة التي كانوا يتعاملون بها في الأزمة السابقة التي ضربت غزة قبل أقل من سنة ف “اللامبالاة“ كانت سيدة الموقف عند استخدام الفلسطينيين للبدائل، وفق محمد ياسين.