كل شيء في الحياة يبدأ صغيرا ثم يكبر، وكل كبير عظيم بإنجازاته، وكل إنجاز له وزن، ووزن فريقنا الوطني لا يعرف قيمته إلا من تابع مسيرته الكروية التي تألق فيها بشكل أذهل خبراء الكرة وزاد لعشاقها نكهة في حلاوة التمتع بمستوى الكبار. وكل عمل في الحياة له بصمة، وبصمة الجزائر قد رسخت في ملحمة ”أم درمان” بالسودان الشقيق، وتركتها مقروءة في الجرائد والصحف العالمية، ومتميزة في الفضائيات والقنوات الرياضية الدولية بصور تتكرر مشاهدتها بحب المتعة والاستمتاع، إذ بيّنت للعالم بأن الجزائريين كبار مهما كانت الصعوبات والأضرار. كل العيون تدمع أثناء الإحساس بالسرور العميق، وتغني وتمرح حين تغمرها السعادة بحلول فرح جديد، وقد ذرفت عيون الجزائريين دموع الفرح بعد تألق منتخبنا في نيله تأشيرة مونديال 2010 ليكون الممثل الوحيد للعرب بجدارة واستحقاق لا يصنعه إلا الكبار.. كل أبناء الجزائر الذين يمارسون لعبة كرة القدم في المدارس وفي الساحات العمومية، سموا أنفسهم بأسماء منتخبنا النفيس ولبسوا الألوان الوطنية وعلّقوها على عتبات المنازل ونصبوها في أعلى الأماكن وألصقوها على محافظهم وهم يقولون نحن أنصار الكبار.. ظهرت مع ظهور فريقنا الوطني مواهب كبيرة في التعليق على مباريات كرة القدم، والكل يقلّد ”حفيظ دراجي ومحمد جمال” وغيرهما من المعلقين الجزائريين، وازدادت رغبتنا في تأكيد ذلك لو أن للجزائر قنوات رياضية تفتح أبوابها للموهوبين في التعليق و”التحليل الكروي” تستمثر من خلالها الدولة ثقافة الجزائريين في هذا المجال وما أكثرها من رغبة حتى تعتلي بهم وبمثل هذه المشاريع مناصب الكبار. حينما تشتد الظروف ببلد ما وتتوحّد على إثرها الصفوف، يستيقظ ضمير الناس جمعيا ثم يعرف كلا منهم ما عليه من واجبات، فتتضافر الجهود في مصب واحد فيثبت المرء في مكان عمله أنه الأجدر بأن يقوم بما عليه، وذلك ما تجسد فعليا في مجال تكوين منتخب جزائري كبير يليق بسمعة الجزائر في التحديات الكروية. وها هو فريقنا الوطني برجالاته يثبت وجود الجزائر في المحافل الدولية، ويقول لعشاقه اطمئنوا فالكبار كبار مهما طال المشوار. ناجي ركبي/ ب الزواية العابدية - تڤرت