يعاني سكان بلدية بئر العرش، شرق ولاية سطيف، نقصا كبيرا في المياه الصالحة للشرب أمام الكميات الهائلة التي تضيع من هذه المادة الحيوية بسبب انكسارات القناة المؤدية للخزان الظاهرة تعرفها منطقة تنوطيت، التي تحتضن نقبا مائيا يعد بمثابة الممون الرئيسي والوحيد لمركز بلدية بئرالعرش بالمياه الصالحة للشرب، بقدرة ضخ 30 لتر في الثانية الواحدة، غير أن عدم قدرة المضخات على إيصال المياه من النقب إلى الخزان المائي جعل القائمين يحولون مجرى المياه من النقب إلى القناة الممونة للبلدية مباشرة. وبعد مدة من الزمن تم استعمال مضخة ذات قدرة عالية ما جعل المياه تتدفق بقوة متجاوزة المجرى الذي رسمه القائمون، حتى أن كميات هائلة صارت تضيع في الخلاء بسبب انكسار القناة المؤدية للخزان، دون أن تتحرك الجهات الوصية لإصلاح القناة أو إبقاء المياه تتدفق نحو الشبكة المؤدية للبلدية فقط. وحسب مصادر محلية، فإن الكميات الضائعة تقدر بحوالي 15 لتر في الثانية تأخذ مجراها مباشرة عبر وادي تنوطيت، يحدث هذا في وقت يعاني فيه الكثير من المواطنين من أزمة ماء خانقة، حيث تشكو أحياء 144 قطعة وبوالكيفان بمركز البلدية العطش. وساهم سوء توزيع هذه المادة الحيوية، حسب بعض المواطنين، في تفاقم الأزمة، حيث لا تستعمل كل الصمامات التي تتوفر عليها الشبكة، وما هو مستعمل قليل جدا مقارنة بما هو موجود، علما أنه يتم تموين المواطنين بالتناوب. كما تشكو في جانب آخر العديد من مشاتي البلدية العطش على غرار مشاتي ضيف الله، الزواير، أولاد رابح، الدواخة، الكرامشة الشرفة وغيرها، ويواجه كل هؤلاء صعوبات كبيرة في التزود بقطرة ماء واحدة، حيث يضطر بعضهم لاستعمال الأحمرة لنقل دلاء الماء من مسافات بعيدة، في حين يقطع بعضهم المسافة مشيا على الأقدام، أما آخرون فيعتمدون على الآبار الفلاحية رغم أنها لا تتوفر على شروط النظافة. وحسب رئيس البلدية، فإن المنطقة تعاني منذ مدة من مشكلة المياه، غير أن مصالحه تعمل على حل المشكل نهائيا، حيث تم ربط مشتة ضيف الله مؤقتا بالقناة الرئيسية إلى غاية إنجاز نقب جديد تم تسجيله، فيما ينتظر إنجاز خزان لمشتتي الزواير وأولاد رابح، خاصة وأن النقب موجود منذ 2008، وهو نفس المشكل الذي تواجه مشتة الرشفة التي تنتظر خزانا، حيث تتوفر على الشبكة والنقب كما أن مصالحه تسعى رفقة السلطات المعنية للقضاء على مشكل المياه في غضون الأشهر القليلة القادمة.