لا زال أكثر من 80 بالمائة من سكان بلدية القرنيني، والموزعين عبر أرياف ولاية الجلفة، يعانون في صمت منذ سنوات بسبب ما عرفته البلاد من أزمة أمنية، بالإضافة إلى تواجد بلديتهم بجيب من جيوب الولاية، مما عرض المنطقة للتهميش. ويمثل محيطا أوكات والكسكاس، بمساحة 6 آلاف هكتار، المستقبل المضمون للسكان وللولاية في توفير وضمان اكتفاء الولاية من الخضر والفواكهة، وفي هذا الشأن طالب سكان البلدية في حديثهم ل “الفجر” من السلطات الولائية إعادة تأهيل المحيطين، خصوصا وأن الدولة صرفت مبالغ ضخمة عليهما سنوات الثمانينيات، إلا أن الإرهاب والعمليات الإجرامية التي كانت تستهدف الفلاحين وسكان البوادي اضطرت سكان المنطقة إلى النزوح نحو المدن المجاورة مما أدى إلى إهمالهما. وتبقى مبادرة السلطات الولائية في تنشيط هذه المساحات كفيلة بإعادة إعمارها، ويعاني أغلب السكان من مشكل نقص وانعدام الكهرباء الريفية لقاطني تلك المناطق، حيث يضطر الفلاحون إلى استعمال مولدات كهربائية تشتغل بالمازوت لضخ المياه التي تستعمل في السقي، والتي تكلفهم مبالغ باهظة. وأكد لنا البعض من الفلاحين بأن بلديتهم بمختلف تجمعاتها يمكنها أن تحقق نتائج معتبرة لو تتضاعف مجهودات السلطات، خصوصا المجلس الشعبي الولائي ومديرية الفلاحة بتبنيهما لإعادة تأهيل المحيطات، ومديرية الطاقة والمناجم بمنحها حصص من الكهرباء الريفية والفلاحية. وألح الكثير من المواطنين على ضرورة إعادة دراسة توزيع البناء الريفي، مؤكدين أن بناء المساكن الريفية داخل المخطط العمراني سيساهم في ترقيتها وفي توفير مبالغ هامة للخزينة العمومية. ويبقى غياب غاز المدينة عن بلدية القرنيني أهم الإنشغالات التي رفعها السكان، خصوصا أن المنطقة معروفة بمناخها البارد في فصل الشتاء، مما جعل معاناتهم في جلب قارورات غاز البوتان متواصلة. ورغم الإمكانات والمبالغ التي رصدت لولاية الجلفة بمختلف بلدياتها في توفير التغطية الصحية إلا أن سكان القرنيني يطالبون بتسجيل مشروع مركز طبي للتكفل بالمواطنين، خاصة أن قاعة العلاج والممرض الوحيد الموجود بها لا يمكن أن يلبي احتياجات السكان. من جانب آخر يمثل واقع التمدرس لأكثر من 150 تلميذ مشكلة أخرى عانت منها البلدية بسبب ضعف الميزانية، وعجزها في توفير المازوت لحافلات النقل المدرسي التي تنقل يوميا التلاميذ لمختلف المدارس والإكماليات. وفي انتظار استلام الإكمالية الموسم القادم، يبقى سكان بلدية القرنيني في انتظار تنفيذ وعود وزير الأشغال العمومية من أجل تسجيل مشروع تزفيت الطريق الرابط بين الطريق الوطني رقم واحد بمنطقة الصقيعة ومقر البلدية على مسافة 39 كلم .