قال وزير التربية السابق محمد الشريف خروبي، إن إهمال اللغة العربية يعني الفساد في الفكر، وأن هذا الفساد يعتبر سجنا للعربية وللطالب معا، وقال إن الجامعة الجزائرية لا تنتج "إلا لعقاقن". واعتبر خروبي إثر تدخله في أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية أمس بفندق الأروية الذهبية بالعاصمة، وبعنوان "اللغة العربية بين التهجين والتهذيب، الأسباب والعلاج"، التهجين اللغوي بمثابة تعد على سياسة الجزائر، ودعا الشركاء الاقتصاديين إلى احترام اللغة الرسمية للجزائر، وعدم إدخال المصطلحات البذيئة إليها خاصة في الومضات الإشهارية المختلفة، مضيفا أن ضرب اللغة العربية هو ضرب لاستقرار البلد. من جهته رئيس المجلس الأعلى للغة العربية العربي ولد خليفة، وفي كلمة افتتاحية ألقاها بالمناسبة، قال إن "التلوث" اللغوي ظاهرة طارئة بالنظر إلى المحفوظ الشعبي القريب من الفصحى، مضيفا أن اللغة العربية تعاني من الحصار في أوساط النخبة المعنية بالتدبير والتفكير والتسيير، ودافع عن المدرسة الجزائرية وقال إنها ليست المسؤولة وحدها عن تهذيب الخطاب وتقريبه من الفصحى، بل هناك دور كبير تلعبه السينما والمسرح والمطالعة، في الارتقاء بالعربية وترسيخ تعابيرها الفنية والجمالية. ولم تخرج جل المحاضرات التي قدمت في هذا اليوم التشخيصي لواقع اللغة العربية في الجزائر وسط ظاهرة التهجين، عن تحميل الإعلام الجزائري سبب "التلوث" اللغوي تارة وتارة أخرى الاستعمار الفرنسي ومحاولته مسخ الهوية الوطنية.