لمح المسؤول في حركة فتح، عباس زكي، أمس، إلى أن الجزائر هي البلد الملائم لحل النزاع الفلسطيني، معتبرا أنها "المناخ الذي بإمكانه زرع الأمل لمواصلة التحدي" كما عبر عن ارتياحه لزيارته التي قال إنها تكللت بتوقيع بروتوكول تعاون مع جبهة التحرير الوطني دون الكشف عن محتوى البروتوكول، نافيا في نفس الوقت علمه بأي مساع جزائرية للوساطة بين فتح وحماس، خاصة بعد تزامن زيارة وفد فتح مع زيارة القيادي في حركة حماس، محمد نزال، أيضا. اعتبر المكلف بالعلاقات الخارجية في حركة فتح خلال ندوة صحفية نظمها أمس بمقر السفارة أن " مكانة الجزائر عظيمة ولا تفرط في شيء" في حديثه عن مشروع مصالحة جزائرية بين فتح وحماس، منوها بالوصايا الجزائرية التي رافقت المشهد الفلسطيني وكانت تدعوه دائما إلى تجاوز الانقسام وتوجهه إلى الوحدة، لكنه أكد أنه لم يلتق القيادي في حركة حماس، محمد نزال، في زيارته الأخيرة إلى الجزائر. وقد حمل المسؤول الفتحاوي، أمس، حركة حماس مسؤولية تعطل المصالحة الفلسطينية بتحفظها على بنود جاءت في الوثيقة المصرية للمصالحة. وفي رده على سؤال ل "الفجر" حول أسباب رفض الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، حضور القمة العربية المقبلة في ليبيا إذا حضر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القمة بعد أنباء عن مساع ليبية للمصالحة وحول فرضية وجود ضغوط مصرية على عباس تمنعه من لقاء حماس خارج القاهرة، اعتبر ضيف الجزائر أن المسألة تتعلق باستفزاز صحفي قد يكون أجبر الرئيس على الإجابة بهذه الطريقة، ليستدرك ويضيف أن "القمم العربية يحضرها الرؤساء وليس المعارضة وإلا تحولت القمم العربية إلى مهرجانات ونتمنى لخالد مشعل أن يكون في موقع يسمح له بحضور القمم" على حد قوله. وحول جدار العار الذي تعكف السلطات المصرية على بنائه على حدودها مع غزة لتعزيز حصار غزة وتجويع الشعب، أصر عباس زكي على أنه "لا غنى عن القاهرة، ومن يسقط مصر من خياراته يكون أعرج وأنها قدمت 100 ألف شهيد.." على حد تعبيره. أما عن ملفات الفساد والفضائح الأخلاقية للسلطة الفلسطينية والتي كشفها التلفزيون الإسرائيلي، فقد فسر المكلف بالعلاقات الخارجية لفتح بأنها "مساع إسرائيلية تستهدف عباس بعد رفضه استئناف المفاوضات واشتراطه وقف الاستيطان"، مشيرا إلى تشكيل لجنة للتحقيق من باب التأكد.