أكد عضو اللجنة المركزية ومسؤول العلاقات الخارجية بحركة فتح الفلسطينية عباس زكي على الدور الذي تلعبه الجزائر في نصرة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن المسؤولين الجزائريين قد دعوا حركتي فتح وحماس طيلة السنة والنصف التي سبقت الاتفاق على وثيقة المصالحة الفلسطينية والتمسك بوحدة البيت الفلسطيني، رافضين الميل إلى أي فصيل. وقال زكي خلال ندوة نشطها أمس بمقر السفارة الفلسطينية بالجزائر ''لقد شعرنا خلال تواجدنا أن الجزائر التي حضنت القضية الفلسطينية قد عادت أكثر حاضنة لها مما كانت عليه من قبل''، مبينا أنه ما كان للجزائر إلا أن تكون في خضم معركة الاستقلال التي يقودها الفلسطينيون. وشدد زكي على التأكيد أن ''الجزائر هي المناخ الملائم لزرع الأمل'' في نفوس الفلسطينيين والإيمان بتحقيق الاستقلال حتى لو طال ذلك، مذكرا في هذا الإطار أن الجزائر تبقى بتاريخها التحرري قدوة لنضال جميع افرد الشعب الفلسطيني. وأضاف القيادي في حركة فتح بالقول ''إن الكلام الذي نظل نسمعه عند لقائنا مع أي مسؤول جزائري هو تأكيده أن الجزائر لن تستكمل استقلالها، إلا باستقلال فلسطين''، مبرزا في هذا الشأن التزامها بالحيادية خلال الأزمة التي نشبت بين حركتي فتح وحماس، وطالبت الحركتين خلال فترة العام والنصف التي سبقت الاتفاق على وثيقة المصالحة بالعودة إلى الوحدة وإيقاف حالة الانقسام. وأثنى زكي على البروتوكول الذي وقعه مع حزب جبهة التحرير الوطني، والذي يهدف إلى رفع وتعزيز التعاون والتشاور بين الحزبين، وتشكيل خلية اتصال مباشرة لبحث آخر التغيرات التي تحدث في الساحة العربية، وعلى الصعيد العالمي، موضحا أن الوفد الذي أتى معه حرص خلال نزوله بالجزائر أن يلتقي مع جميع الأحزاب الجزائرية والشخصيات الوطنية، نظرا لأن الجزائر تتعامل ب ''شفافية عالية'' مع القضية الفلسطينية. وعاد زكي في حديثه إلى الوضع داخل البيت الفلسطيني، حيث أعرب عن أمله في أن توقع حماس على وثيقة المصالحة، مبينا أن فتح مستعدة لتقديم تنازلات لتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية لمواجهة إسرائيل التي تبقى المستفيد الوحيد من هذا الوضع، على حد ما أكد المتحدث ذاته الذي أضاف أن هذا الاتحاد من شأنه إرباك العدو الصهيوني الذي يبقى لحد اليوم غير ناضج لتطبيق عملية السلام، والرجوع إلى المفاوضات. وأكد زكي أن الفلسطينيين لن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات من جديد إن لم تقم إسرائيل بتجميد الاستيطان، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكا بمختلف طرق النضال المشروعة ومنها المقاومة، نظرا لأن الفلسطينيين لا يخشون العدوان مطلقا، حيث أردف في هذا الإطار بالقول ''لا مكان في قلوبنا للرعب من إسرائيل''. وأعرب المتحدث ذاته أن تحمل القمة العربية المقبلة بطرابلس الليبية ما قد يدعم الصف العربي، ويمكن من رفع الحصار المفروض على الضفة والقطاع.