كشف المشاركون في أشغال الملتقى الوطني الثالث حول دور المجتمع المدني في مكافحة الآفات الاجتماعية، الذي انتظم في تيزي وزو، أن 70 بالمئة من مستهلكي المخدرات بالجزائر تقل أعمارهم عن 35 سنة، ما يستدعى - حسبهم - دق ناقوس الخطر لإشراك السلطات الولائية والوزارات المعنية، خاصة في ظل تزايد الكميات المحجوزة من هذه السموم والتي وصلت سنة 2009 إلى 64 طن. وكان هذا الملتقى، المنظم يومي 18 و19 فيفري الجاري بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو وحضره 500 مشارك من مختلف ولايات الوطن، فرصة لإشراك المجتمع المدني في ردع الآفات الاجتماعية التي أخذت أبعادا خطيرة رغم الحملات التوعوية والتحسيسية، كما حذّر ممثل الديوان الوطني لمكافحة المخدرات من الانتشار المخيف لهذه الآفة في أوساط المجتمع، داعيا إلى إشراك جميع الأطراف مؤكدا ضرورة إعداد استراتيجية وطنية لمحاربة الظاهرة بالجزائر. وتحدث أساتذة من مستشفى تيزي وزو وواد عيسى للأمراض العقلية عن آثار المخدرات على الشخص والعدوان الذي يلاحق مراحل حياة المدمنين عليها، كما تمّ بالمناسبة ولأوّل مرة إشراك قطاع التكوين المهني في محاربة آفة المخدرات بعد أن أخذت أبعادا خطيرة. وتطرق ممثل من مديرية النشاط الاجتماعي إلى كيفية التكفّل بالمدمنين الشباب والرّفع من معنوياتهم النفسية وكذا ديوان الشباب بتيزي وزو، كما تمّ التركيز على تكثيف عمل الجمارك على مستوى المطارات والموانئ خاصة وأن أكبر كميّة من المخدرات تدخل من المغرب باتجاه الدول الأوروبية مرورا بالولايات الغربية للوطن، لا سيما وهران وتلمسان ومغنية. وسطرت الودادية الجزائرية لمكافحة الآفات الاجتماعية خلال السنة الجارية برنامجا ثريّا يتمحور حول تكثيف الخرجات والحملات، لا سيما داخل المؤسسات العقابية لصالح المساجين، قصد إعادة إدماجهم في المجتمع إلى جانب توسيع التغطية إلى مختلف المؤسسات التعليمية والتكوينية والمراكز الجامعية.