تعرف شوارع مدن الجلفة الكبرى على غرار مسعد، عين وسارة، وحاسي بحبح منذ سنوات طويلة ازدحاما واختناقا في حركة المرور والسير، خصوصا على مستوى الشوارع الرئيسية الكبرى، التي تحولت إلى محلات مفتوحة على الهواء الطلق، واستغلال الساحات العمومية من قبل الباعة الفوضويين وعرض مختلف منتوجاتهم، أمام الصمت الطويل الذي أبدته السلطات الولائية والمحلية. وتسبب هذا الوضع في معاناة المواطنين بسبب غلق كل الأرصفة واستغلال أمكنة سير الراجلين، مما اضطرهم إلى اقتسام الطريق مع السيارات وولد لديهم تذمرا واستياء من السلطات التي عجزت عن حل هذا المشكل الذي شوه مدن الجلفة الأربعة، وهي نفس الوضعية التي تعرفها ساحات وشوارع ومدن كل من عين وسارة، مسعد، حاسي بحبح، واستغلال الكثير منها في التجارة. وفي اتصالنا برئيس بلدية الجلفة، السيد عبد العالي بلقاسم، لم يخف حجم المشكلة، وأكد أنه من بين أولويات برنامجه إعادة النظافة والنظام لمدينة الجلفة. وكشف أنه تم تشكيل لجنة تضم كل من البلدية، مديرية التجارة، البناء والتعمير، البيئة، والأمن الوطني نصبت من قبل الوالي بتاريخ 13/09/2008. وتم وضع “خطة الطريق” في السير نحو إعادة الإعتبار لمدينة الجلفة وفرض النظام العام بداية بعمليات التحسيس للتجار وإقناعهم بضرورة تحسين وتزيين الواجهات. وأشار محدثنا، في ذات السياق، أنه تم على إثر ذلك، إصدار قرارات بتوجيه إعذارات إذا ما لم يلتزم التجار بالقرار وسيكون الحل الأخير ردعيا بغلق المحلات. كما أضاف رئيس البلدية أنه سيتم إصدار قرارات أخرى تخص منع إحداث الضجيج ليلا بداية من العاشرة مساء وإخلاء السوق المغطاة بوسط المدينة، وحي بن جرمة ومنع بيع السلع في الأرصفة. هذه الإجراءات كلها، تدخل في إطار محاربة التجارة غير الشرعية، مؤكدا بأنه تم تسجيل 4 مشاريع لبناء أسواق مغطاة بأحياء الجلفةالجديدة، بوتريفيس، عين الشيح، بن جرمة. هذه الأسواق ستمتص هؤلاء التجار وتسمح لهم بالنشاط وسط ظروف مريحة ونظامية، وتساهم بدعم ميزانية البلدية بمداخيل جديدة، وستلتزم البلدية بمنحهم وثائق رسمية. تجدر الإشارة إلى أن المجلس البلدي قام بفتح ممر مؤدي لسوق سيدي نايل، وحسب نفس المسؤول فإن إخلاء الساحات العمومية والشوارع الكبرى أمر لا رجعة فيه.