الفقر ليس عيبا، ولا يعني إن وُلد الإنسان فقيرا أن يهان، خاصة أن الفقير ليس فقير المال والهندام، بل فقير الدين والعقل. والرسول صلي الله علي وسلم أوصانا بالإحسان في التعامل مع الفقراء والمحتاجين كان الرسول صلى الله علية وسلم يتعامل مع خادمه أنس بن مالك، ومع كل الفقراء والمحتاجين، في أدب شديد حسب تعاليم الإسلام وأخلاقه الحميدة. وقال أنس في ذلك: “ لقد عشت مع الرسول 10 سنوات لم يقل لي افعل هذا أو لما فعلت هذا”، كما قام الرسول عليه السلام في إحدى المرات بإرسال زيد بن حارثة - الذي تبناه - لشراء أحد الأغراض له، إلا أن زيد تأخر، فما كان من رسول الله إلا أن نزل بنفسه ليطمئن عليه، فوجده يلعب وأضاع الأموال فقال له الرسول “أتم لعبك وتعال”، وقام بمعاقبته ولكن بأدب دون أن يجرح كرامته. من أذّل مؤمنا أذله الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أذَل الناس من أهان الناس”، و”من أذلّ مؤمنا أذلّه الله”. وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : من استذل مؤمنا أو احتقره لقلّة ذات يده، ولفقره.. شهرّه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق. إن هذه هي معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لخادميه والفقراء، لذلك يجب علينا كمسلمين وموحدين أن نقتدي بسنة النبي في التعامل مع الفقراء، والمحتاجين، وهم كثيرون في عالمنا الحالي. فالرسول كان يلتمس رضا الله سبحانه وتعالى في إسعاد المحتاجين والفقراء، حيث أنه كلما كان يرى محتاجا أو فقيرا يبشره بالجنة فيفرح فرحا شديدا. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائم السؤال عن المحتاجين والفقراء، وإذا لم يحضر أحدهم لطلب طعام أو غيره يسأل عنه، فضلا عن أنه عندما يعلم أن فقيرا توفي كان يذهب إلى قبره ويزوره. وقال النبي (ص): “ألا ومن لطم خدّ مسلمٍ أو وجهه بدَّد الله عظامه يوم القيامة، وحشِره مغلولا حتى يدخل جهنّم إلا أن يتوب”. كما قال: “سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معصية الله”، و”من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها.. أخافَه الله عزّ وجلّ يوم لا ظلّ إلاّ ظله”. الفقر عند الحكماء إن التعامل مع الفقر بمفهومه الشامل يتطلب تطوير شبكة حماية اجتماعية متكاملة لتحقيق الأهداف المنشودة، وإن التمويل ليس هو العائق دائما في عمل الوزارة.. والمطلوب تحسين الإدارة وتبسيط الإجراءات . وتناول الحكماء في كل زمان الفقر والفقراء وأجمعوا على أن “الفقر رأس كل بلاء”، حيث قال لقمان لابنه: “يا بني أكلت الحنظل وذقت الصبر فلما أري شيئا أمر من الفقر، فإذا افتقرت فلا تحدث به الناس كي لا ينتقصونك، ولكن اسأل الله تعالى من فضله، فمن ذا الذي سأل الله ولم يعطه من فضله أو دعاه فلم يجب”. وقال ابن الأحنف في الفقر: يمشي الفقير وكل شيء ضده والناس تغلق دونه أبوابها وتراه مبغوضا وليس بمذنب ويرى العداوة لا يرى أسبابها حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة خضعت لديه وحركت أذنابها وإذا رأت يوما فقبر عابرا نبحت عليه وكشرت أنيابها. وقال أحد الشعراء في الفقر: “إن الدراهم في الأماكن كلها تكسو الرجال مهابة وجمالا، فهي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السلاح لمن أراد قتالا”.