غزو الولاياتالمتحدة للعراق بعث الجماعات الإرهابية وبرر استمرارية دمويتها أشاد آخر تقرير لمعهد ”توماس مور” حول الأمن والإرهاب في منطقة المغرب العربي والساحل، بالدور الذي لعبته الجزائر في مكافحة الإرهاب ومنع توسعه في المنطقة المغاربية من خلال التدابير التي اتخذتها في إطار مكافحة تنظيم الجماعة السلفية للدعوة القتال، التي تحولت إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي ينشط عبر منطقة الساحل الصحراوي، مشيرا إلى أهمية دور الجزائر في المنطقة بعد المجهودات التي أظهرتها على مستوى بسط الأمن والاستقرار. وذكر التقرير الصادر عن معهد ”توماس مور” بباريس تحت عنوان ”من أجل أمن مستدام بالمنطقة المغاربية”، أن الجزائر تعاملت بجدية فائقة مع تهديد الجماعات الإرهابية في منطقة المغرب العربي منذ الثمانينات، وانتهت في التسعينيات إلى محاصرة الجماعة السلفية للدعوة والقتال، غير أن غزو الولاياتالمتحدة للعراق سمح للجماعة الإرهابية بإيجاد تبريرات لديمومتها وأعمالها الإرهابية، واتخذت خطابات واشنطن وسيلة لإعادة بناء نفسها وتجنيد عدد من العناصر الدموية من ليبيا وموريتانيا وتونس والمغرب، وتشكل تنظيما أعلن ولاءه لابن لادن، تحت اسم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وأشار التقرير إلى أن سياسة الجزائر في اتجاه التصدي للتهديد الإرهابي دفع بالتنظيم إلى الهروب من الجزائر نحو منطقة الساحل، حيث اعتمد الجريمة والاختطاف، ما جعل البلاد تعرف استقرارا أمنيا كبيرا، مضيفا أن إعادة إحياء قيم الإسلام المعتدل من طرف السلطات الجزائرية، باعتباره خاصية المجتمع الجزائري تاريخيا، الذي أصبح حصنا ثقافيا ودينيا منيعا ضد التطرف والغلو وجعل المواطنين يتبرأون من أعمال التنظيم الإرهابي لدروكدال الغريبة عن التقاليد المحلية، ومن ثمة إلى تراجع في الدعم والتجنيد. وقال محررو التقرير من الخبراء والباحثين الأوروبيين إن مجهودات الجزائر في إطار محاربة الإرهاب ومن خلال تنسيق العمل مع الدول المعنية المجاورة والأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية، أصبحت مدعاة للترحيب الدولي، وإن القرار الذي أعلنت عنه الجزائر وليبيا ومالي في جوان 2009، الرامي إلى التعاون بين الهيئات العسكرية والاستخباراتية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، يندرج ضمن استعدادها للعمل في العمق لوضع أسس أمن دائم في المنطقة، الأمر الذي جعل الجزائر تعبر عن استيائها وغضبها من باماكو، حين أقدمت على إطلاق سراح إرهابيين مطلوبين مقابل تحرير رهينة فرنسية من قبضة تنظيم دروكدال، واعتبرته ”تهديدا للجهود المبذولة في إطار بسط الأمن والاستقرار في المنطقة المتفق عليها بين الدول الثلاث”.