قال جمال فرج الله، النائب بالبرلمان والعضو المؤسس لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، في تصريح ل”الفجر”، إن سعيد سعدي ليس مؤرخا أو باحثا في التاريخ، ولم يعش كواليس الثورة، ومن ثمة لا يحق له الكتابة في مسائل الثورة التحريرية وتوجيه اتهامات لبومدين وبوالصوف في مقتل العقيد عميروش، معتبرا هذه الخرجة “شطحة سياسية وإعلامية” يهدف من ورائها سعدي إلى البحث عن غطاء نضالي جديد للحزب الذي فقد مصداقيته حتى في منطقة القبائل. قال جمال فرج الله إنه من حق رئيس حزب الأرسيدي أن يكتب في مجالات متعددة، شأنه في ذلك شأن كل المواطنين، لكن أن يكتب في أمور تاريخية وكواليس الثورة وأسرارها فذلك مجال ليس من اختصاصه، موضحا أن الأمر يبقى من مهام المؤرخين والشهود على أحداث الثورة. واعتبر فرج الله اتهامات سعيد سعدي لهواري بومدين وحفيظ بوالصوف بالتآمر في مقتل الشهيد العقيد عميروش “شطحة سياسية وإعلامية” يراد من خلالها البحث عن غطاء نضالي جديد باستعمال رمزية العقيد عميروش لحزب الأرسيدي الذي فقد مصداقيته، حتى في عقر داره، أي بمنطقة القبائل الكبرى، وبعد أزمة حادة انتهت بنزيف في أبرز إطاراته، حسب تعبيره. واعتبر محدثنا أن الرئيس هواري بومدين من أكبر الشخصيات التي أسست للوطنية، رغم أنه لم يكن ديمقراطيا، ومن ثمة لا يمكن اتهامه بالعمالة، حسب تعبير نفس المتحدث. كما اعتبر فرج الله، في حوار مع “الفجر”، ننشره لاحقا، حول كواليس تسيير شؤون التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أن “كتاب سعدي حول عميروش وما حمله من تناقضات جاء امتدادا للخرجات التي عودنا عليها سعيد سعدي، كاستبدال الراية الوطنية بالراية السوداء في مقرات الحزب عشية الانتخابات الرئاسية الأخيرة”، وهو الفعل الذي قال بشأنه محدثنا “إنه مساس بالهوية الوطنية، وهو سلوك فردي لسعيد سعدي ولا يعني مؤسسي الحزب لا من قريب ولا من بعيد”.