سعدي يتهم بومدين ب"اغتيال" العقيد عميروش اتهمته بالإساءة إلى الرئيس الراحل في كتابه "حياة، ميتان ووصية" كشف الأستاذ عبد الحفيظ كورتال، محامي عائلة الرئيس الراحل هواري بومدين، في تصريح ل"الشروق" عن أن هذه الأخيرة وكلته لرفع شكوى ضد سعيد سعدي، الأمين العام لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، تتهمه فيها بالقذف وإحداث الضرر بعد اتهامه في كتابه الصادر أخيرا تحت عنوان "عميروش.. حياة، ميتان، وصية"، لبومدين بتصفية العقيد عميروش، قائد الولاية التاريخية الثالثة. * وأخبر الأستاذ عبد الحفيظ كورتال بأن عائلة الرئيس الراحل ممثلة بشقيقتيه المقيمتين بالجزائر العاصمة تضررت كثيرا بما ورد في كتاب سعيد سعدي من تهم وصفتها ب"الكاذبة"، معتبرة ذلك مساسا بالرجل وبكل أقاربه. * واعتمد سعيد سعدي في رواية بعض التفاصيل المتعلقة بكفاح العقيد عميروش وواقعة استشهاده على عدد كبير من الوثائق المصنفة تحت تسمية "سري للغاية" والمسربة في غالبيتها من أرشيف الجيش الفرنسي، ومن أهم الوثائق التي أوردها سعدي في الكتاب رسالة موجهة إلى الوزير الأول الفرنسي تحمل عنوان "الفرقة العشرين مشاة/ أركان الجيش بالجزائر العاصمة/ الناحية العسكرية السادسة..تقرير مفصل حول عملية عميروش". وتتحدث هذه الوثيقة عن عملية جبل ثامر التي استشهد فيها العقيدان عميروش وسي الحواس والتي قادها العقيد دوكاس ذات 29 مارس من عام 1959 . * ويتهم سعيد سعدي ال "مالغ"، وزارة التسليح والاتصالات العامة، وعلى رأسها العقيد عبد الحفيظ بوالصوف ورئيس قيادة أركان جيش التحرير الوطني العقيد هواري بومدين، بالتبليغ عن العقيدين سي الحواس وعميروش مما مكن الجيش الفرنسي من اقتفاء أثرهما. * وأحدث كتاب سعيد سعدي ضجة كبيرة حتى قبل صدوره حين اتهم مصالح المكتبة الوطنية الجزائرية بمنعه من الحصول على الرقم التسلسلي "إي آس بي آن"، وهي الضجة التي أثارها النائب عن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ونجل العقيد عميروش نور الدين آيت حمود، الذي زود الكاتب بالكثير من الوثائق الشهادات. * وساهم نورالدين آيت حمودة بشكل كبير في الترويج لكتاب سعيد سعدي عبر الحملة الإعلامية التي قادها والتي كرست اتهام بومدين بالضلوع في عملية "تصفية" العقيد عميروش، بل ذهب عبر نفس الكتاب إلى اتهام الرئيس الراحل بالتخطيط لاغتيال قائد الولاية التاريخية الثالثة عام 1957 "لولا أن عميروش ألغى في آخر لحظة سفره إلى المغرب". * وسبق لبن حمودة أن اتهم بومدين، بالاشتراك مع العقيد أحمد بن شريف، بإخفاء جثة الشهيد عميروش بمقر قيادة أركان الدرك الوطني في باب جديد بعد استلامها عام 1964 من الجيش الفرنسي الذي كان متحفظا عليها بإحدى ثكنات مدينة بوسعادة. * للإشارة فإن العقيد عميروش اشتهر بخلافه مع قيادة الثورة في الخارج ممثلة في أركان جيش التحرير والحكومة المؤقتة، التي كان يتهمها بالمساهمة في تضييق الخناق على الثوار في الداخل، وهو ما دفعه عام 1958 إلى الدعوة لما اشتهر على تسميته ب "اجتماع العقداء"، اجتماع غاب عنه العقيد علي كافي، قائد الولاية التاريخية الثانية. وبعد مناقشة أمور الثورة كلف العقيد عميروش وزميله سي الحواس بمهمة الاتصال بالقيادة في تونس، وتنفيذا لتلك المهمة التقى عميروش سي الحواس واتجها إلى نواحي بوسعادة، وفي يوم 29 مارس 1959 وقع العقيدان في اشتباك عنيف مع قوات العدو استشهدا فيه معا بجبل ثامر.