سيدي السعيد متهم بالفشل في تحسين ظروف العمال ودعوة إلى إعادة النظر في الشريك الاجتماعي احتفل أمس الأطباء الممارسون والأخصائيون بعيد العمال بطريقتهم الخاصة؛ حيث نظموا تجمعا احتجاجيا بمقر مستشفى باشا بالعاصمة، ووجهوا من خلاله رسالة إلى رئيس الجمهورية للتدخل لتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للطبيب، محذرين بالمناسبة الحكومة من غلق أبواب الحوار في وجه النقابات المستقلة الذي سيؤدي إلى توترات جديدة مستقبلا، في إشارة إلى التحضير لتصعيد الاحتجاجات بالتنسيق بين عمال التربية والصحة في نهاية ماي الجاري. أفاد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، مرابط الياس، على هامش التجمع الاحتجاجي الذي نظم صبيحة أمس السبت بالعاصمة والذي صادف احتفاليات اليوم العالمي للشغل، بأن المناسبة هي فرصة للتأكيد أن موظفي القطاع العمومي والأطباء بوجه التحديد، لازالوا مصرين على تحقيق مطالبهم التي ترفض السلطات العمومية الاستجابة لها، متمثلة في فتح الحوار والتفاوض مع الممثلين الحقيقيين للعمال وإعادة النظر في قانونهم الخاص، والعمل على فتح تفاوض جدي حول ملف المنح والعلاوات. وأوضح مرابط أن عيد العمال يعود وفي كل سنة على وقع احتجاجات وتوترات بمختلف القطاعات، نتيجة تراكم المشاكل التي عجزت المركزية النقابية عن الدفاع عنها، مضيفا أن نقابة سيدي السعيد التي تعتبرها الحكومة الممثل الشرعي للعمال، لو عملت على الاهتمام بمشاكل الموظفين لما توجهوا إلى الاحتجاجات وفكروا في التوجه إلى نقابات تهتم فعلا بالمشاكل المهنية الاجتماعية التي يتخبطون فيها. ورغم الظروف الاستثنائية الخطيرة التي صادفت أول ماي إلا أن المتحدث تفاءل بتحسن الأوضاع بميلاد كونفيدرالية النقابات الجزائرية التي جاءت، حسبه، لموازاة المركزية النقابية، وفرض نفسها أمام الحكومة واعتبارها شريكا اجتماعيا يجب التحاور معه، بعد ضمها كل نقابات مختلف القطاعات العمومية بما فيه القطاع الاقتصادي الخاص. وكشف المتحدث عن لقاء يجمع نقابتي الصحة ونقابتي التربية، التي أعلنت عن ميلاد هذه الكنفيدرالية نهاية هذا الأسبوع، قصد وضع ميثاق لهذه الأخيرة وتحديد العلاقات فيما بين أعضائها، أما خطواتها المستقبلية فإنها ستحدد موازاة مع المجالس الوطنية التي ستعقد في الأسبوع الثاني من شهر ماي الجاري، بعد أن تقيم الأوضاع التي جاءت بعد وقف الإضراب المفتوح، مؤكدا أن نقابتي الصحة بالتحديد قد تعود للاحتجاجات والإضرابات بعد عقد هذه المجالس مباشرة. أما بشأن التجمع الاحتجاجي الذي نظم أمس، فقد عرف استجابة محدودة للأطباء مقارنة بالتجمعات الماضية، ومع ذلك فإن قوات مكافحة الشغب كانت في الموعد، وصدت مخارج المستشفى الجامعي مصطفى باشا، لمنع المحتجين الذين قاموا بمسيرة انطلاقا من وسط المستشفى إلى مخرجه، مرددين شعارات مستنكرة غلق أبواب الحوار ومطالبة بتدخل الرئيس بوتفليقة واستقالة وزير الصحة. ومن بين هذه الشعارات: “بركات بركات روح تروح يا بركات” و” sos بوتفليقة أرواح تشوف الحقيقة” و”الطبيب ما يمل ما يحمل الذل” و”أطباء غاضبون وليسوا إرهابيين”.