ترى لماذا تتمادى السلطة في الجزائر في معالجة الاضطرابات الاجتماعية العمالية بواسطة العدالة، وتلجأ السلطة دائما إلى صيغة تقديم الشكوى بالعمال المضربين إلى العدالة؟! هل حقيقة أن الاضرابات المختلفة التي عرفتها البلاد حتى الآن كان العمال فيها دائما هم الظالمون.. ويتحرشون بالسلطة! وبالتالي وجب قمعهم بواسطة الأحكام القضائية الاستعجالية التي تصدر دائما لصالح السلطة وضد العمال! هل السلطة دائما هي المظلومة والعمال هم الظلمة؟! المتعارف عليه في كل البلدان أن السلطة هي التي تظلم العمال! فكيف ينعكس الأمر عندنا ويصبح العمال هم الظلمة؟! والسلطة مظلومة؟! والعدالة هي التي تحمي السلطة من ظلم العمال المضربين بواسطة إصدار الأحكام التي تدين الإضرابات التي يسنها الدستور كحق مقدس للعمال يحتجون به على الحڤرة والظلم؟! هل كانت السلطة تنتظر من العمال أن يصفقوا لها وهي ترفع أجور النواب وأجور الوزراء والضباط وأعوان الدولة إلى حوالي %300 بدون فتح نقاش حول الموضوع؟! وهل كانت السلطة تنتظر من العمال أن يسكتوا وهي تقوم بعملية رفع الأجور في بعض القطاعات وتترك قطاعات أخرى؟! ثم ما فائدة وجود اتحاد للعمال تراقبه السلطة وتتعامل معه وحده في إطار الثلاثية وهو لا يستطيع الدفع بالعمال إلى الحوار بدل الإضراب؟! بل ويذهب في بعض الأحيان إلى مناصرة الدولة ضد العمال في عمليات المتابعة القضائية؟! إن الأمر يتعلق أساسا بسوء تسيير الجبهة الاجتماعية والسلطة تتحمل وحدها مسؤولية ما يقع في البلاد من قلاقل وإضرابات عمالية تزيد في إرهاق الاقتصاد الوطني.. وقزول العدالة لا يحل المعضلة.