ساندت مجموعة من الجزائريين ذوي أصول أوروبية، محكوم عليهم بالإعدام خلال الثورة التحريرية، بسبب مساندتهم للمجاهدين ودعمهم اللوجستيكي للثورة التحريرية، مقترح قانون تجريم الاستعمار الفرنسي، الموجود حاليا على مستوى رئاسة الحكومة، مبرزين أنه مطلب شرعي. كما أكد رئيس جمعية المحكوم عليهم بالإعدام، مصطفى بودينة، أن تصريحات كوشنير بشأن التأسيس لعلاقات جيدة مع الجزائر بعد رحيل جيل الثورة، حلم لا يمكن أن يتحقق في أي يوم من الأيام، لأن الذاكرة تحفظ ولا تطمس. وقال محامي لويس ايفتون، الذي أعدم بمقصلة العدو الفرنسي يوم 11 فيفري 1957، بسجن بربروس بالعاصمة، الفرنسي سماجة ألبرت، إن عدم صدور مقترح قانون تجريم الاستعمار، راجع إلى عدم مساندته من طرف الأغلبية البرلمانية بالمجلس الشعبي الوطني، رغم وقوف الرأي العام الجزائري وراءه. وأضاف المحامي الفرنسي، الذي نزل، أمس، ضيفا على منتدى جريدة “المجاهد”، في إطار الاحتفال بالذكرى المخلدة للاستشهاد لويس إيفتون، المنظمة من طرف جمعية 8 ماي 45، متحديا الذين يحاولون عرقلة المشروع، أن قانون تجريم الاستعمار الفرنسي سيصدر لا محالة، قائلا “حتى وإن لم ير النور خلال هذه الفترة بسبب معارضته من طرف بعض الجزائريين أو دوائر الحكم في فرنسا”، وأكد على ضرورة تواصل الأجيال وبناء علاقات جيدة مع فرنسا، دون تنكر أو نسيان للماضي. ودعا الحضور من أصدقاء الفرنسي لويس ايفتون، الذي أعدم بمقصلة العدو الفرنسي يوم 11 فيفري 1957، بسجن بربروس بالعاصمة لدعمه الثورة التحريرية، الى القيام بإجراء إحصاء دقيق حول جميع الجزائريين من أصول أوروبية، الذين ناضلوا خلال الثورة التحريرية، من باب رفضهم للاستعمار. كما أكد المشاركون وأغلبيتهم مناضلون في الحزب الشيوعي آنذاك، الرافض لمبدإ الاستعمار كلية، على ضرورة اعتذار فرنسا للجزائر على ما قامت به من جرائم ووحشية ضد الإنسانية، قياسا بما قامت به ألمانيا تجاه فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية. من جهته، قال رئيس جمعية المحكوم عليهم بالإعدام، مصطفى بودينة، إن ربط وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، التأسيس لعلاقات جيدة بين الجزائروفرنسا برحيل جيل الثورة، أمر لا يمكن تحقيقه، لأن العلاقة بدون ذاكرة لا يمكن تحقيقها، وأضاف أن الأجيال ستواصل نقل نفس الانشغالات والدفاع عن ذات المبادئ التي قامت عليها الثورة نوفمبر. وأوضح مصطفى بودينة أن الجزائر عندما تبحث عن علاقات، فهي تريد تأسيسها مع الفرنسيين المؤمنين بمبدأ الثورة الفرنسية، التي قامت على المساواة، الأخوة والحرية، مضيفا أن كوشنير لا يستطيع بتصريحاته كسر الجسر الذي تأسس مع الفرنسيين منذ فجر الثورة، مستدلا بعدد الفرنسيين الذين حكم عليهم بالإعدام خلال الثورة، والمقدر عددهم ب50 فرنسيا، أغلبيتهم يمثلون الطبقة المثقفة، وقال “ كوشنير لا يعبر حتميا عن رأي أغلبية الشعب الفرنسي”، داعيا إلى التفكير في علاقات مستقبلية بين الجزائروفرنسا مبنية على الاحترام وليس الاحتقار والتنكر.