تسلل حوالي 70 ألف مهاجر إفريقي خلال الفترة الممتدة من 2008 و2009، وكشفت عن قيام مصالح الدرك وحدها باعتقال 6 آلاف مهاجر إفريقي دون وثائق، تم ترحيل 4500 منهم خارج الحدود الوطنية الأمن يحصي تسلل 70 ألف حراڤ إفريقي والدرك يوقف 6 آلاف وترحيل 4500 منهم أوضحت الجزائر في تقارير أمنية ودبلوماسية موجهة إلى بلدان الاتحاد الأوروبي عن طريق وزارة الخارجية والوزارة المنتدبة للشؤون المغاربية والتعاون الإفريقي، أنها تواجه، منذ أكثر من سنتين، زحفا متواصلا على حدودها الجنوبية جراء توافد الآلاف من المهاجرين السريين الأفارقة بشكل مقلق. وعززت الجزائر تقاريرها التحذيرية الموجهة إلى شركائها في الاتحاد الأوروبي من احتمالات انتقال هؤلاء المهاجرين السريين إلى الجهة الشمالية لبحر المتوسط، بحصيلة ثقيلة من الأرقام المسجلة من طرف مصالح الدرك الوطني وحرس الحدود ومختلف المصالح الأمنية الداخلية، التي دقت ناقوس الخطر في تقاريرها حول تفاقم ظاهرة تسلل المهاجرين السريين من مختلف الجنسيات الإفريقية إلى ولايات الجنوب. ورغم الجهود المبذولة من طرف مختلف الأسلاك الأمنية، التي تمكنت لحد الآن، حسب التقارير الرسمية، من التحكم في زحف المهاجرين السريين الأفارقة على حدودها، إلا أن الأرقام لاتزال مقلقة، حيث أحصت مصالح الأمن في إطار مهامها تسلل حوالي 70 ألف مهاجر إفريقي خلال الفترة الممتدة من 2008 إلى 2009، وكشفت عن قيام مصالح الدرك وحدها باعتقال 6 آلاف مهاجر إفريقي دون وثائق، تم ترحيل 4500 منهم خارج الحدود الوطنية. وأوضحت الجزائر في تقاريرها أن الاختلالات التي حدثت مؤخرا جراء الأزمة الاقتصادية انعكست بشكل خطير على بلدان الجنوب والساحل الإفريقي، التي ازداد سكانها فقرا وحرمانا بسبب الحروب، النزاعات المسلحة، الجفاف، البطالة وغياب التنمية، وأكدت أنها تعاني، مثلها مثل بلدان الاتحاد الأوروبي، من تفاقم الهجرة السرية عبر حدودها الجنوبية، وأنها تضع مسألة تشديد الرقابة على الهجرة غير الشرعية من أولويات السلطات العليا في البلاد، التي تبنت في التعامل مع المشكلة مبدأ التوفيق بين سياسة الصرامة، الوقاية والحرص التام على احترام كرامة وحقوق المهاجرين غير شرعيين. وفي ذات السياق، أوضحت التقارير أن مسعى الجزائر لإيجاد حلول واقعية ناجعة لمشكلة الهجرة غير الشرعية دائم ومستمر منذ سنوات، وأن مواجهة الظاهرة يتطلب تعاونا مستمرا، جهويا ودوليا، تقوم على محاربة شبكات تهريب البشر، الذين يستغلون فقر ومعاناة الأفارقة لتحقيق الملايير من الدولارات، إلى جانب الحرص على تطبيق القوانين في مجال مراقبة الهجرة السرية بشكل يحفظ كرامة وحقوق المهاجرين، موضحة أن الظاهرة تمس كل البلدان، وأن علاجها ينبغي أن يتم بعيدا عن أية مزايدات سياسوية، وأكدت أن حجم الظاهرة يتجاوز إمكانيات بلد واحد، ولا يمكن أن يتم حلها بمبادرات فردية، معبرة عن استعدادها للمساهمة في علاج المشكلة داخل إطار تشاوري ووفق منظور شامل يراعي كل مسببات المشكلة، بعيدا عن الحلول القمعية.