وجه أمس وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، تحذيرات شديدة اللهجة للنقابات المستقلة والأساتذة الذين يفكرون الدخول في إضرابات مستقبلا، مؤكدا عزم الدولة على عدم التسامح مرة أخرى مع الذين يعرقلون حق تمدرس التلاميذ، باتخاذ إجراء الطرد مباشرة، على خلفية ما سببته إضراباتهم في تأخر في الدروس لم تستطع أزيد من 500 مؤسسة تداركه، منها 6 ولايات عجزت حتى الوصول إلى نسبة 80 بالمائة من البرامج، فيما حملت فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ أطرافا خارج هذه التنظيمات زعزعة استقرار القطاع. 6 ولايات عجزت عن استكمال المقرر وأخرى ستتواصل بها الدراسة إلى غاية 5 جوان تحذيرات الوزير جاءت بمناسبة افتتاحه أشغال اللجنة الوطنية لمتابعة البرامج بمقر الوزارة بالمرادية بالعاصمة، لتحديد عتبة الدروس المعنية بامتحانات شهادة البكالوريا، حيث أثبتت التقارير النهائية أن العديد من المؤسسات التربوية لم تتمكن من استكمال البرامج في الوقت المحدد، داعيا على خلفية ذلك إلى تجنب التلاعب بمصير ومستقبل التلاميذ، مؤكدا أن ما يحصل في قطاع التربية من تلاعب وتشويش على استقرارها يعود إلى عدم وجود عقاب يردع هؤلاء المتسببين في الإضرابات، قائلا “إن الدولة لن تقبل بأي نوع من الاحتجاجات مستقبلا، خاصة وأن الكثير من الجزائريين يبحثون عن منصب عمل”، حيث ينتظرون الفرصة الأنسب للتوظيف حسبه، ما يؤكد عزم السلطات العمومية بتنفيذ الطرد المباشر للأساتذة الذين يهددون بالإضراب عند الدخول المدرسي المقبل. وقد أوضحت التقارير المفصلة لعتبة الدروس التي وصلت إليها المؤسسات التربوية، أنه ورغم الجهود التي تم بذلها من تخصيص أيام العطل، وحتى الساعات المتأخرة من الليل للاستدراك، إلا أن البرامج أنجزت بنسبة 97 بالمائة من المؤسسات، بنسبة تراوحت 80 و100 بالمائة، في حين أنها في ثلاثة بالمائة من المؤسسات، تراوحت نسبة إكمال الدروس بين 72 و80 بالمائة، وهو ما يعادل 500 مؤسسة من مجمل أكثر من 17 ألف و196 ثانوية. وفي ذات الإطار أوضح الوزير أن أربع ولايات عرفت تأخرا في إتمام المقرر، على غرار تيزي وزو وغرداية وبجاية وبومرداس، زيادة إلى سطيف ومستغانم حسب رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ الحاج دلالو، سببها الاضطرابات التي عرفتها القطاع، حيث تم الكشف بالمناسبة أن ولاية غرداية ستواصل استكمال الدروس إلى غاية 5 جوان المقبل. فيما كشف رئيس الندوة الجهوية لمتابعة البرامج، في تدخل له، عن تأخر في مواد شعبة الآداب والفلسفة مست 98 مؤسسة في مادة الفرنسية، و109 ثانوية تأخرت في مادة الرياضيات، 24 مؤسسة منها في العربية، وتأخر في الرياضيات سجلته 87 مؤسسة، والإنجليزية في 66 مؤسسة، أما العلوم التجريبية فقد تأخرت في الفيزياء 127 مؤسسة و74 مؤسسة في الرياضيات عن شعبة التقني الرياضي. من جهة أخرى كشف الوزير عن تعليمة جديدة سيتم تداولها مستقبلا تخص الأساتذة الذين يودون الاستفادة من التقاعد، حيث منع منعا باتا السماح لأي أستاذ التقاعد قبل إنهاء السنة الدراسية، لما يشكله من تعطيل للدراسة، وأمر الوزير من كافة مدراء التربية تقديم القوائم الخاصة بهؤلاء من أجل التدخل مع الوظيف العمومي، وتمديد فترة العمل إلى غاية نهاية السنة وإضافة سنوات لهم، مشيرا إلى أن المدير العام للوظيف العمومي جمال خرشي قد وقع على وثيقة بذات الموضوع. وحذر الوزير الأساتذة الذين يرفضون العمل ويحالون على التقاعد في منتصف السنة أنه سيتم حرمانهم من الحصول على الرواتب. مفتشون لمراقبة مواضيع البكالوريا تفاديا للأخطاء كشف وزير التربية الوطنية وتفاديا للأخطاء التي عرفتها مواضيع شهادة البكالوريا للدورات السابقة، عن تنصيب وتشكيل لجنة وطنية تتكون من مفتشين يسهرون على مراجعة كل المواضيع عند تحضيرها، وسيتواجد أعضاء هذه اللجنة في كافة الولايات، حيث يتم تعيين، حسبه مفتشين لكل مادة من المواد الممتحن فيها، يتولون القراءة المتأنية للمواضيع قبل تقديمها للمترشحين، للكشف المبكر على الأخطاء التي تكون واردة، قصد تصحيحها مبكرا. وفي سياق الحديث عن مواضيع البكالوريا، أكد وزير التربية أنها ستكون من الدروس التي تم تلقينها. مخيمات صيفية لتلاميذ المسيلة وبرج بوعرريج، وامتيازات في الدخول المدرسي المقبل وفي سياق آخر، تطرق وزير التربية أبو بكر بن بوزيد إلى تلاميذ ولاية المسيلة وتلاميذ بلدية بن داود ببرج بوعريريج، المنطتينق اللتين ضربها الزلزال، حيث كشف عن امتيازات للمتضررين، مؤكدا أن التلاميذ المرشحين لامتحان نهاية التعليم الابتدائي والمتوسط سيتم احتساب في معدل القبول نقاط الفحوصات الدورية، ونقاط العمل المتواصل لطيلة السنة، قصد توسيع نسبة الناجحين، أما فيما يخص مترشحي البكالوريا فرفض قطعيا إقامة دورة ثانية لهم، مؤكدا فقط على إمكانية إعادة السنة للراسبين، وتكفل الوزارة بكل مصاريف التسجيل والدراسة، مع توفير نفسانيين لمتابعتهم طيلة فترة الامتحان. وقد أعطى حرية الاختيار لباقي الإطار، إما تأجيل امتحانات الفصل الثالث إلى غاية نهاية جوان أو شهر سبتمبر، موضحا كذلك أن كل التلاميذ وبدون استثناء سيستفيدون العام المقبل من منحة ثلاثة آلاف دينار، والكتب المجانية، وتكفل الوزارة بكل المصاريف الأخرى، مع استفادتهم خلال هذه العطلة الصيفية من مخيم صيفي لكافة التلاميذ المنكوبين. وأكد وزير التربية أن كل المؤسسات التي تحتاج إلى ترميم ستكون جاهزة قبل الدخول المدرسي المقبل، كاشفا عن بناء متوسطة وابتدائية عن طريق البناء الجاهز، حيث ستتوفر على كل الإمكانيات الضرورية حسبه لا سيما المكيفات الهوائية.