ينتظر الجزائريون وبشغف كبير انطلاق المونديال ليسجلوا حضورهم بقوة في مدرجات ملاعب جنوب إفريقيا ليساندوا الخضر في مبارياتهم بعد غياب عن المونديال لفترة 24 سنة. ولأن الجزائري معروف بشغفه بالساحرة المستديرة فإن لقاءات الخضر الودية شهدت تدفقا جماهيريا منقطع النظير وحتى التربصات عرفت هي الأخرى إقبالا كبيرا لمحبي ”الخضرا” التحق مئات من الجزائريين الذين توافدوا من كل مناطق من أوروبا وكندا وحتى من نيويورك، بالاضافة إلى القاطنين بدبلن، مساء أمس بملعب أرينا لمؤازرة المنتخب الجزائري لكرة القدم الذي واجهالمنتخب الإيرلندي. وحسب ما وقفنا عليه فإن الشباب الذين جاءوا من أماكن بعيدة حاملين الرايات الوطنية ومرتدين أقمصة بالألوان الجزائرية ومرددين الأغاني الممجدة للاعبي رابح سعدان لتأهلهم الرائع للمونديال، بعد 24 سنة من الغياب، صنعوا أجواء احتفالية في قاعة مطار دبلن. فمثل هذه الأجواء غير المعهودة والإيقاعية جدا التي صنعها الأنصار الجزائريون على وقع الدربوكة وتعالي الزغاريد، اجتذبت كثيرا الإيرلندييين وحتى الأجانب واستوقفتهم لمشاهدة تلك العروض والاستمتاع بالاحتفال الذي يتفنن أنصار ”الخضر” في أدائه بروعة مع كل ”خرجة” للمنتخب الوطني في الخارج. ولعل سعفة المناصر ”الأكثر تحمسا” ستعود من دون شك ل”طارق. س” رب أسرة شاب قدم من نورمندي بفرنسا برفقة زوجته وابنيه إيلا (8 أعوام) و نايال (6 أعوام). فهذه الأسرة الصغيرة كانت أول من دخل إلى بهو المطار ليتبعها بقية الأنصار الذين توافدوا بمجموعات صغيرة إلى أن احتلوا كليا الفضاء المخصص ”لوصول المسافرين”. فطارق وأسرته الصغيرة، انطلقوا من كايان على الساعة الرابعة فجرا، حيث التحقوا بباريس أولا قبل أن يطيروا إلى دبلن. قد صرح طارق، أستاذ محاضر، بمعهد إدارة المؤسسات بكايان لوأج ”نقوم بذلك بكل سرور وحب لفريقنا الوطني”. ”جئنا بأعداد كبيرة إلى ملعب دبلن لمساندة لاعبينا الدوليين”، مثلما أطلقه محمد، شاب مقيم بفرنسا الذي تنقل هو الآخر من فرنسا مع زوجته وابنيه رايان (8 أعوام) وسيرين (5 أعوام). الأنصار حجزوا أزيد من نصف التذاكر المطروحة للبيع. فبعد أن أحدثوا ضجة في سويسرا خلال تربص كرانس مونتانا بحضورهم القوي وغير المعهود، لحصة تدريبية لفريق في كرة القدم، أكد أنصار ”الخضر” بمناسبة اللقاء أمام إيرلندا شغفا منقطع النظير لكتيبة رابح سعدان التي نجحت في مصالحة الجزائريين بفريقهم الوطني بعدما أهدتهم التأهل إلى كأس العالم بعد 24 سنة من الغياب. وعملت الجالية الجزائرية المقيمة في جمهورية إيرلندا على جعل إقامة الجزائريين الملتحقين بدبلن من أجل متابعة اللقاء التحضيري لمونديال 2010 ، أكثر راحة. وبعد دبلن، سيتجه هؤلاء الأنصار وآخرون أيضا إلى نورمبرغ بألمانيا بمناسبة التربص الأخير لرفقاء نذير بلحاج المقرر من 31 ماي إلى 5 جويلية والذي ستتخلله مباراة ودية أخيرة أمام الإمارات العربية المتحدة. وسيطير المنتخب الوطني يوم 6 جوان إلى جنوب إفريقيا حيث سيلعب في المجموعة الثالثة إلى جانب إنجلترا والولايات المتحدة وسلوفينيا.