علمت ”الفجر” من مصادر قضائية مؤكدة بأن غرفة الاتهام لمجلس قضاء العاصمة قد كيّفت قضية عناصر إرهابية تنحدر من شرق العاصمة حاولت الالتحاق وتجنيد شباب من ذات المنطقة وتائبين بمعاقل الجماعات المسلحة، انطلاقا من زوايا تعليم القرآن الكريم والمخيمات الصيفية، على أساس جناية، وقرّرت برمجة الملف للنظر فيه خلال الدورة الجنائية القادمة بذات المجلس. وسيحاكم الأشخاص المتابعون في الملف، ومن بينهم الموقوفون وآخرون في حالة فرار، بجناية تكوين والانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تقوم بأعمال التخريب والقتل، والتحريض والتجنيد والانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن. واتخذ عناصر هذه الشبكة الذين ينحدرون من شرق العاصمة، من زوايا تعليم القرآن الكريم والمخيمات الصيفية منابر ومنطلقات لتجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب الجزائري ضمن صفوف الجماعات الإرهابية المسلحة، حيث توصلت التحريات التي فتحتها مصالح الأمن بالمنطقة بناء على معلومات وردت إليها إلى أن شبكة إرهابية تنشط بالمنطقة حاول أفرادها الالتحاق بكتيبة ”أبو بكر الصديق” المنضوية تحت لواء ما يسمى بتنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وهذا انطلاقا من زاوية قرآنية بأدرار وصولا إلى مخيم صيفي بمنطقة الداموس بتيبازة. ومن بين المنتمين لهذه الشبكة هناك ستة أشخاص من منطقتي براقي وسيدي موسى، بينهم تائبان، ومقاتلان سابقان في العراق، وعناصر دعم وإسناد يعملون أيضا على تجنيد الشباب ضمن الجماعات الإرهابية، وهناك أيضا خمسة أفراد محل بحث من طرف مصالح الأمن. وخططت الشبكة التي انضم إليها ”ق. رشيد” المدعو ”جلبيب” من الكاليتوس، خلال رمضان الماضي، بإحكام وسرية تامة للوصول إلى هدفها المتمثل في اتخاذ زوايا القرآن الكريم والمخيمات الصيفية كمنبرين للالتحاق بالجماعات الإرهابية المسلحة، إلا أن ”ب. بلال” بعد خروجه من السجن في 2008 الذي كان متابعا في قضية الإشادة بالأعمال الإرهابية، باعتباره عنصر دعم وإسناد ربط علاقات مع ”ق. رشيد” المدعو ”جلبيب”، قد كشف عن ملابسات الملف والتخطيط للعملية، ما أدى إلى حبسه بأحد السجون حيث التقى ببعض الأشخاص المتورطين في قضايا الإرهاب الذين عاودوا الرجوع للعمل المسلح، وعقدوا اجتماعات للتباحث حول انتهاج أساليب جديدة لتجنيد الشباب للالتحاق بالجماعات الإرهابية انطلاقا من المخيم الصيفي الذين كانوا فيه بمنطقة الداموس بتيبازة، حيث تمكن هؤلاء الأشخاص من تجنيد عدد مهم من الشباب وربطوا اتصالات مع الراغبين في الالتحاق.