تداول 70 بالمائة من الأوراق المزورة بنابولي في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا يشارك اليوم مسؤولون بالمديرية العامة للأمن الوطني في ملتقى حماية عملة الاتحاد الأوروبي الأورو، في منطقة البحر الأبيض المتوسط، الذي سيخصص ورشتين تدريبيتين للتعرف على ميزات أو علامات سلامة العملة الأوروبية، بالتعاون مع المؤسسات المالية، كما سيناقش المشاركون كيفيات تفعيل التعاون لمكافحة تزوير عملة الأورو، في ظل الارتفاع المعتبر لهذا النوع من الجريمة. تنطلق اليوم بمدينة باليرمو الإيطالية أشغال ملتقى متوسطي حول حماية عملة الأورو في حوض المتوسط، ويخصص اللقاء الذي تشارك فيه وفود من مصالح الشرطة القضائية، من دول ضفتي المتوسط، منها الجزائر، للتدريب على ميزات أمن العملة الأوروبية، وذلك بعد تسجيل ارتفاع في تداول العملة المزيفة السنة الفارطة بنسبة 24 بالمائة مقارنة بسنة 2008، وتحتل فرنسا المرتبة الأولى في دول الاتحاد الأوروبي، التي تعاني من ”ظاهرة” تزوير الأورو، وتتوزع ما تمثل نسبة 70 بالمائة من الأوراق النقدية المزورة، بين فرنسا وايطاليا واسبانيا، حسب معطيات الديوان المركزي الأوروبي لقمع تزوير العملة، والتي أشارت إلى ضبط 860 ألف ورقة نقدية مزورة. واستنادا إلى ما نشرته أمس صحيفة ”لوباريزيان” الفرنسية، عن المديرية المركزية للشرطة القضائية الفرنسية، فإن فرنسا وإيطاليا تتكفلان بتنظيم الملتقى على شكل حلقة تدريبية، باعتبارهما من أكثر الدول تضررا من جريمة تزوير العملة، ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني فرنسي أن أكبر معدل لتداول عملة الأورو المزورة سجل في فرنسا، ولكن مصدرها وتصنيعها بشكل أساسي في جنوب إيطاليا وتحديدا نابولي.واعتبر مصدر من الديوان الأوروبي المركزي لقمع تزوير العملة، أن الشرط الأساسي للنجاح في مكافحة ظاهرة تزوير العملة، ووضع هيئة مكافحة فعالة، يتم من خلال الشراكة بين فرنسا وإيطاليا والتفتح على دول حوض المتوسط من بينها الجزائر، حيث ينتظر مشاركة قبرص وإسبانيا بالإضافة إلى اليونان ومالطا والبرتغال وكذا الجزائر والمغرب وتونس وإسرائيل، إلى جانب مشاركة مؤسسات مالية فرنسية وإيطالية وهيئات الشرطة الدولية والشرطة الأوروبية، وذلك من خلال ورشات خاصة بالتدريب على سلامة عملة الأورو في ظل التطور المستمر لوسائل تصنيع العملة المزيفة. ومن المنتظر أن يدرس المشاركون في الملتقى انتشار جريمة تزوير العملة وعمل الشبكات الإجرامية في ذات المجال، بهدف إيجاد سبل تطويق انتشار الظاهرة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لدول ضفتي المتوسط، وإنشاء هيئة فعالة لمكافحة تزوير العملة. وسجلت الجزائر مؤخرا عددا معتبرا من قضايا تزوير عملة الأورو، وأكثر المتورطين فيها رعايا أفارقة اتخذوا من الجزائر منطلقا نحو أوروبا.