كشف المشاركون في اليوم الدراسي المغاربي، الذي انتظم بغرفة التجارة والصناعة بوهران، حول الأخطار المهنية وحوادث العمل، عن تسجيل 2014 حادث مهني خلال السنة الماضية، ووفاة 7 أشخاص، إلى جانب إحصاء 82 مرضا مزمنا ناجما عن أعمال مهنية شاقة، والتي أصبحت تخلف الكثير من التشوهات والأمراض التي تظهر بعد عدة سنوات.. هذا ما يعكسه تزايد الحالات المرضية وظهور أعراض أمراض خطيرة بعد إحالة العمال على التقاعد، فتبدأ الرحلة مع المعاناة في مصالح الضمان الإجتماعي. أكد رئيس مكتب دراسات البيئة بوهران، السيد زناقي، أن الأخطار الصناعية أصبحت تشكل فضاء كبيرا للإصابة بأمراض خطيرة، في ظل إهمال الإدارة للجانب البيئي الذي أصبح يعاني من التعفن، خاصة بولاية وهران بحكم وجود المنطقة البتروكيماوية بآرزيو، وكذا المناطق الصناعية، والإكتظاظ بالسيارات التي أصبحت مصدر إزعاج للمواطنين بحكم المخلفات الغازية السامة التي تصدر منها، خاصة من بعض الحافلات القديمة. وأشار إلى تسجيل 2014 حادث مهني خلال السنة الماضية، أغلبيتها خاصة بقطاع الأشغال العمومية الذي أصبح يخلف الكثير من الضحايا نتيجة غياب الوقاية خلال العمل، بعدما تم إحصاء 7 ضحايا أغلبيتهم سقطوا من أعالي البنايات، مضيفا أن من بين مهام مكتب الدراسات مرافقة العمال في مواقع عملهم، حيث تمت مرافقة 40 مقاولة في 2009، وقد تبين من خلالها غياب الوقاية التامة للعمال من الأخطار المهنية. وأوضح في ذات السياق، لعماري خالد، رئيس مكتب دراسات البيئة والأمن في الرباط بالمملكة المغربية، أن واقع البيئة يأخذ الكثير من اهتمامات المسؤولين بالمملكة، خاصة أن نسبة التلوث في البلاد تعد ضئيلة مقارنة بالجزائر، التي تمتلك مركبات تنتج الكثير من الغازات السامة كمجمع سوناطراك، وهناك مواد هيدروكربونية خطيرة تسبب الكثير من الأمراض، إلا أن المغرب بحكم أنه بلد فلاحي بالدرجة الأولى، فإن نسبة الأمراض الناجمة عن التلوث البيئي وحتى الحوادث المهنية تعد قليلة فيه، عكس دول المغرب العربي الأخرى. كما أكد ممثل تونس أن نسبة التلوث قليلة مقارنة بالجزائر والمغرب، خاصة أن تونس تعد بلدا سياحيا بالدرجة الأولى ولا يتوفر على محروقات ولا أنشطة أخرى من شأنها أن تلوث الوضع البيئي فيه، إلا أن هناك أمراضا أخرى ناتجة ليس عن حوادث العمل وإنما تعد من أمراض العصر، وأغلبها يتعلق بالسمنة والسكري وأمراض القلب.